يذكر الدكتور بيوش رانجان، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى السير جانجا رام بنيودلهي، أن ارتجاع المريء أصبح من أكثر المشكلات شيوعًا، حيث يصيب نحو واحد من كل عشرة أشخاص يوميًا. ويحدث عندما ترتد أحماض المعدة إلى المريء، مما يسبب حرقة وألمًا وطعمًا مرًا أو حامضًا في الفم. وتظهر الأعراض عادة مع تناول أطعمة معينة أو عند الاستلقاء، وقد تتضمن شعورًا بتكتل في الحلق وتجشؤًا متكررًا.
الفرق بين ارتجاع حمضي عابر ومرض مزمن
يوضح الاختصاصيون أن الارتجاع الحمضي العابر يمثل أعراضًا مؤقتة قد تختفي مع تعديل نمط الحياة أو استخدام مضادات الحموضة بشكل محدود. أما المرض المزمن فيتميز بتكرار الأعراض وتفاقمها مع مرور الوقت، مما يستدعي تقييمًا طبيًا مستمرًا وتعديلًا في العلاج. وقد يؤدي استمرار الأعراض إلى مضاعفات مثل تلف بطانة المريء أو حالة مريء باريت التي تزيد من احتمال الإصابة بسرطان المريء. لذلك يجب التماس الرعاية الطبية عند استمرار الأعراض لفترة طويلة أو سوء السيطرة على الألم رغم العلاجات.
تستدعي الأعراض التي تستمر وتُلاحظ عند المصاب زيارة الطبيب فورًا. ومن بين هذه العلامات حرقة مستمرة في الصدر وطعم مر أو حامض في الفم وشعور بتكتل في الحلق. كما قد يظهر التجشؤ والغثيان المتكرر وفقدان الشهية واضطراب في المعدة. وفي حال وجود فقدان غير مبرر للوزن أو صعوبة في البلع أو ألم في الصدر أو ظهور دم في القيء، يجب السعي للرعاية الطبية بشكل عاجل.
تقدم الإرشادات الوقائية التالية طرقًا للحد من الأعراض وتجنب تفاقمها. تعتمد غالبية التوجيهات على تعديل نمط الحياة وتجنب العوامل المثيرة للمريء. تشمل النصائح تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من وجبات كبيرة، وعدم النوم مباشرة بعد الأكل، والنوم على الجانب الأيسر مع رفع الرأس. كما يوصى بتقليل الوزن والابتعاد عن الأطعمة الحارة والمقلية والكافيين والمشروبات الحمضية، والإقلاع عن التدخين، وتناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا. يذكر أن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى التهابات وتقرحات مزمنة في المريء وربما تطور الحالة إلى سرطان المريء، لذا من الضروري المتابعة الطبية وتعديل نمط الحياة عند ظهور العلامات الأولى.


