توضح هذه المعلومات أن الدوخة من الأعراض الشائعة التي تترك الشخص بلا اتزان، وقد يظن المصاب أن محيطه يدور أو أنه على وشك السقوط. وتظهر الدوخة أحياناً بشكل عابر وبسيط، لكنها قد تكون علامة على حالات صحية تستلزم تدخلاً طبياً سريعاً. وتختلف شدة الدوخة من إحساس عابر إلى حالة تستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا، خاصة إذا ظهرت مع أعراض أخرى.

اضطرابات الأذن الداخلية

تؤثر الالتهابات أو اضطراب العصب الدهليزي في المناطق المسؤولة عن التوازن، ما يسبب دوخة قصيرة عند تغير وضع الرأس. كما قد ينتج تحرّك بلورات صغيرة داخل القنوات الدهليزية إشارات خاطئة تصل إلى الدماغ، فتنشأ نوبات دوار سريعة تختفي عادة مع استقرار الوضع. تبقى هذه الدوخة غالباً قصيرة وتزول مع البقاء مستقرًا، لكنها قد تعيق الشخص أثناء الحركة المفاجئة.

انخفاض ضغط الدم عند الوقوف

ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ لبضع ثوانٍ عند الانتقال المفاجئ من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، فيشعر الشخص بدوخة عابرة. وتزداد المشكلة لدى كبار السن أو عند مستخدمي أدوية خافضة للضغط، مما يجعل حالات الدوار تتكرر مع التغيير في الوضع. وإذا استمر الدوار أو تكرر بشكل متكرر، فذلك يستدعي تقييم الطبيب لمعرفة السبب المحتمل. ينبغي على المصاب توخّي الحذر عند الانتقال المفاجئ وتجنّب الحركات السريعة.

الجفاف ونقص السوائل

فقدان كمية كبيرة من الماء أو قلة شرب السوائل يؤديان إلى انخفاض حجم الدم المتداول، وبالتالي يقل وصول الأكسجين إلى الدماغ وتظهر الدوخة. وتكون هذه الحالة أكثر شيوعًا في الأجواء الحارة أو أثناء ممارسة نشاط بدني مكثف، ما يزيد من الحاجة لتعويض السوائل. يمكن أن يلعب التقدم في العمر دوراً في زيادة احتمال الإصابة بالجفاف وحدوث الدوخة.

انخفاض مستوى سكر الدم

عندما لا تتناول وجبات كافية أو تقصر فترات الطعام، ينخفض مستوى الجلوكوز وهو وقود الدماغ الأساسي. تلي ذلك دوخة غالباً مع أعراض مصاحبة مثل الرعشة والتعرق وخفقان القلب والشعور بالجوع الشديد. تتفاقم هذه الأعراض عند وجود صيام طويل أو فترات فحص طويلة دون تغذية كافية.

الآثار الجانبية للأدوية

قد تسبب بعض الأدوية مثل المدرات البولية وخافضات الضغط وغيرها خللاً في التوازن أو انخفاضاً في الضغط. عند بدء دواء جديد وظهور دوخة، من المستحسن مراجعة الطبيب للنظر في تعديل الجرعة أو تغييره. يمكن أن يساعد التقييم الطبي في تحديد ما إذا كانت الأعراض مرتبطة بالدواء وتجنب المخاطر المصاحبة.

اضطرابات عصبية أو قلبية

في نسبة معينة من الحالات قد تكون الدوخة علامة على جلطة صغيرة أو سكتة دماغية أو اضطراب في ضربات القلب أو مشكلة في الأوعية الدموية. وتزداد احتمالية وجودها عند وجود علامات عصبية مفاجئة مثل ضعف في الوجه أو صعوبة الكلام أو تشويش الرؤية. تستلزم هذه الحالات تقييمًا سريعًا لتحديد السبب وخطة العلاج المناسبة.

القلق ونوبات الهلع

يؤدي التوتر الشديد إلى زيادة معدل التنفس بشكل غير طبيعي، ما يقلل من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم. ينعكس ذلك على الشعور بالدوار والإغماء، ويرافقه غالباً خفقان وتعرق ورجفة. يتطلب الأمر إدارة التوتر والقلق والتقييم الطبي إذا استمرت الأعراض بشكل متكرر.

كيف تتصرف عند الشعور بالدوخة المفاجئة

اجلس أو استلقِ فوراً لتجنب السقوط وتعرض نفسك للإصابة. تجنّب تغيّر الوضعيات بشكل مفاجئ وبسرعة، وحافظ على هدوء جسمك أثناء الانتقال. اشرب ماءً لتعويض الجفاف إذا وُجد، واعتنِ بتناول وجبة خفيفة عند الاشتباه بانخفاض السكر. إذا استمرت الدوخة أو تفاقمت، فالتوجه لتقييم طبي يصبح ضرورياً.

متى استشارة الطبيب فورًا

استشر الطبيب فوراً إذا ظهرت مع الدوخة علامات تدل على مشكلة خطيرة مثل صداع شديد مفاجئ، وضعف أو خدر في الوجه أو الأطراف، صعوبة الكلام أو تشوش الرؤية. كما تستدعي الحاجة إلى التقييم وجود طنين مفاجئ أو تغيّر في السمع، واضطراب واضح في التوازن أو سقوط متكرر. ويأتي مع الدوخة ألم في الصدر أو خفقان قوي، أو غثيان شديد أو قيء مستمر، مما يستدعي الاستعجال في الرعاية الطبية.

شاركها.
اترك تعليقاً