ما هو الأرق المتناقض

أفاد موقع الجارديان بأن باحثة النوم هانا سكوت أجرَت تجربة في جامعة فلندرز مع متطوعة، حيث أُرتبطت المشارِكة بجهاز قياس نشاط الدماغ وحركة العين ومعدل نبضات القلب ونشاط العضلات. وبعد نحو 30 دقيقة من إغلاق عينيها، أشارت نتائج تخطيط الدماغ إلى دخولها في نوم مبدئي، مع تحول الموجات إلى وتيرة منخفضة التردد. ثم دخلت في نوم عميق قبل أن تستيقظ فجأة وتقول إنها بحاجة للذهاب إلى الحمام. وعندما ابتعدت سكوت عن الأجهزة، اعترفت المشاركة بأنها تشعر بأنها لم تنم طوال الفترة التي بقيت فيها مقيدة بالأجهزة، بينما أظهرت القياسات أنها نامت بالفعل. تؤكد هذه النتائج أن الإحساس باليقظة أثناء النوم قد لا يتطابق مع ما تقيسه أجهزة القياس الحيوي.

يُعد الأرق المتناقض فئة فرعية من الأرق يصر فيها المصابون على أنهم مستيقظون أثناء النوم رغم وجود أدلة تدل على النوم. يؤكدون أنهم ينامون قليلًا ولا يحصلون على الراحة، في حين تُظهر الدراسات أنهم ينامون أكثر من ذلك في فترات الليل. يلاحظ الباحثون أن هناك فرقًا بين الإحساس بالنوم والقراءات التخطيطية للنوم، وأن بعض الأشخاص يظنون أنهم مستيقظون في مراحل معينة. ويرتبط ذلك بتعقيد النوم وتفاوت الشعور بالراحة بين من يعانون من الأرق وأولئك الذين ينامون عادة بشكل جيد.

التباين الذاتي-الموضوعي في النوم

يشير خبراء إلى أن المصطلح SOSD يعكس وجود تفاوت بين ما يشعر به الفرد من يقظة وما يظهره جهاز القياس الدماغي، وهو ما يجعل المصابين يواجهون صعوبة في التفسير. يرى بعض المختصين أن تقنيات المراقبة الشائعة قد تفشل في التقاط تفاصيل الانتقال إلى النوم أو اللحظات الفاصلة بين المراحل. في ضوء ذلك، يتجه الخبراء إلى اعتماد مصطلح التباين الذاتي-الموضوعي في النوم كبديل عن الوصف التقليدي للأرق المتناقض.

الأشخاص الأكثر عرضة

قد يظن كثيرون أنهم مستيقظون مبكرًا في النوم، لكن المصابين بالأرق المتناقض يميلون إلى الاعتقاد بأنهم مستيقظون بعد أول ساعتين من النوم. كما يبلغون عن مستويات يقظة أعلى أثناء النوم المعني بحركة العين السريعة مقارنة بالأشخاص الذين ينامون جيدًا. وتُظهر ملاحظات المتابعة أن من يعانون الأرق غالبًا ما يوقظون أنفسهم مرارًا أثناء الليل في الوقت الذي يكونون فيه في الواقع نائمين. في المقابل، يذكر الأشخاص الذين ينامون جيدًا أنهم يكونون في نوم عميق ومستمر.

أسباب الأرق المتناقض

يحدد خبراء النوم أن النوم يحدث حين يفقد الدماغ وعيه بالعالم المحيط وتحول نشاطه الدماغي إلى نمط منخفض التردد بوجود موجات تشبه النوم. يرى بعض الأُطر أن تقنيات المراقبة الشائعة قد تفشل في التقاط تفاصيل الانتقال إلى النوم أو اللحظات الفاصلة بين المراحل، وبالتالي قد لا تعكس اليقظة التي يشعر بها المصاب. وتعود صعوبة تفسير الظاهرة إلى وجود نشاط دماغ أحيانًا يشبه اليقظة رغم ظهور علامات النوم. بناء على ذلك، يطرح بعض الخبراء مصطلح التباين الذاتي-الموضوعي في النوم كبديل عن الوصف التقليدي للأرق المتناقض.

علاج الأرق المتناقض

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي للأرق CBT-I علاجًا فعّالًا وأثبتت الدراسات فائدته في تحسين عادات النوم. ولكن أُجريت دراسة أظهرت أن CBT-I لم تحقق نتائج إيجابية لدى من يعانون من الأرق المنتظم مقارنة بمن يعانون من اضطراب النوم القهري (SOSD). وتُظهر نتائج أخرى أن CBT-I قد يحسّن المشكلات المرتبطة باضطراب النوم القهري. وتُعزّز الاستراتيجيات مثل “القصد المتناقض” حيث يُشجّع المصابون على التوقف عن محاولة النوم بشدة كنهج مفيد.

شاركها.
اترك تعليقاً