أعلن باحثون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية وجود صلة محتملة بين لقاح القوباء المنطقية وخفض خطر الخَرَف الوعائي، إضافة إلى انخفاض كبير في مخاطر أمراض القلب والوفاة لدى الأشخاص بعمر 50 عامًا فأكثر. فحص الباحثون السجلات الصحية لـ174 ألف بالغ في الولايات المتحدة وتابعوا المشاركين بعد التطعيم لمدة تراوحت بين ثلاثة أشهر وسبع سنوات. أشاروا إلى أن النتائج تشير إلى انخفاض في الخطر، مع الإشارة إلى أن الربط ليس إثباتًا سببيًا ويستلزم مزيداً من البحوث. كما لفتوا إلى أن النتائج مستمدة من بيانات رصدية وليست نتيجة تجربة عشوائية، وتحتاج إلى تأكيدات إضافية في دراسات لاحقة.
النتائج الأساسية
وذكر الباحثون أن المشاركين الذين تلقوا لقاح القوباء المنطقية كانوا أقل عرضة لخطر الخَرَف الوعائي بنحو النصف، مع انخفاض في مخاطر النوبات القلبية أو السكتة الدماغية بنسبة 25%، وفي الجلطات بنسبة 27%، وبنسبة 21% للوفاة وفق بيان صحفي صادر عن الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية. كما أُشير إلى أن اللقاح قد يساعد في خفض هذه المخاطر بشكل خاص لدى الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر أعلى للنوبات القلبية أو السكتات الدماغية. كما أن متابعة الدراسة امتدت من ثلاثة أشهر إلى سبع سنوات. وأشارت تغطية Fox News إلى أن الحزام الناري يسبب طفحاً جلدياً مؤلماً نتيجة إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي.
آليات وحدود التفسير
تشير النتائج إلى أن اللقاح قد يساهم في حماية الأفراد من القوباء المنطقية ومضاعفاتها، لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن ليست هناك أدلة قاطعة بأن الفوائد تعود إلى اللقاح وحده، إذ توجد آليات محتملة أخرى قد تساهم في الربط بما في ذلك انخفاض الالتهاب، ما يجعل الحاجة إلى مزيد من الدراسات ضرورية لتحديد السبب الدقيق. كما تُبرز تقارير سابقة أن القوباء المنطقية يمكن أن ترتبط بمضاعفات قلبية وعصبية، وتؤكد أن التفسير النهائي يتطلب فهماً أعمق للآليات المحتملة. يختم الخبر بأن النتائج ليست دليلاً حاسمًا على وجود سببية ويجب توخي الحذر عند التفسير.
خلفية عن الحزام النارى واللقاح
الهربس النطاقي هو طفح جلدي أحمر ومؤلم يسببه إعادة تشغيل الفيروس المسبب لجدري الماء، حيث يبقى الفيروس خاملاً في جسد المصاب بعد جَرْدُ جدري الماء ثم ينشط في سنوات لاحقة مسبباً الهربس النطاقي، وأظهرت دراسات سابقة أن هذه الحالة قد تؤدي إلى مضاعفات قلبية وعصبية. وتفيد الإحصاءات بأن القوباء المنطقية تصيب واحداً من كل ثلاثة أميركيين، وفي المقابل كان أكثر من 99% من المولودين قبل عام 1980 قد أصيبوا بجدري الماء، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
خلاصة وتوجيهات مستقبلية
تؤكد النتائج وجود إمكانية أن يساهم لقاح القوباء المنطقية في تقليل مخاطر الخَرَف الوعائي وأمراض القلب والوفاة لدى من هم بعمر 50 عامًا فما فوق، لكنها تحتاج إلى دراسات إضافية لتأكيد وجود علاقة سببية وآلياتها المحتملة وتفنيد التفسيرات الأخرى. كما يجب الانتباه إلى أن البيانات مستمدة من رصد صحي وليست تجربة عشوائية، لذا ينبغي إجراء بحوث إضافية لتحديد ما إذا كان اللقاح هو العامل الرئيسي خلف هذه النتائج. وتوضح البيانات أن هذه النتائج تمثل خطوة في فهم العلاقة المحتملة لكنها ليست دليلاً قاطعًا على السببية.


