يؤكد تقرير صحي أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية قد يسبب اضطرابات في ضربات القلب. قد يظهر ذلك عندما تتجاوز مستويات الفيتامينات والمعادن الحد الطبيعي، خاصة لدى من يعانون أمراضًا مزمنة أو يتناولون أدوية تؤثر في توازن الدم. تشير النتائج إلى أن الخلل في توازن العناصر الكهرائية قد يؤثر على تنظيم النبض الكهربائي للقلب. وبحسب تقرير منشور في Everyday Health، يبرز أن بعض المكملات التي تُستخدم لتعزيز المناعة أو العظام قد تتسبب في مشاكل قلبية عند تجاوز الجرعات.
الكالسيوم والفيتامينات المرتبطة
يُحذر الخبراء من أن فرط كالسيوم الدم قد يترجم إلى اضطراب في الإشارات الكهربائية بين عضلات القلب. ويحدث ذلك غالبًا نتيجة الإفراط في مكملات الكالسيوم وفيتامين D، أو بسبب أمراض تؤثر في الغدد أو الكلى. لذلك، يجب الالتزام بالجرعات المقررة حسب العمر والجنس لتجنب الخلل.
فيتامين د وتأثيره على الكالسيوم
يلعب فيتامين D دورًا أساسيًا في امتصاص الكالسيوم، لكن زيادة الجرعة قد ترفع مستويات الكالسيوم خارج النطاق الصحي وتؤثر على إيقاع القلب. تُوصى البالغين بعدم تجاوز 600 وحدة دولية يوميًا، وتزداد الحاجة قليلًا مع التقدم في العمر. أما تجاوز 4000 وحدة يوميًا دون إشراف طبي فهو يشكل خطرًا على القلب والكلى.
حمض الفوليك وأثره على القلب
نقص حمض الفوليك يؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء ويزيد عبء القلب في إيصال الأكسجين. يمكن تعويض النقص بتناول العدس والفاصوليا والخضروات الورقية الداكنة، أو عبر مكملات يحددها الطبيب. الحفاظ على مستويات مناسبة للحمض مع الحالة الصحية يقلل من الإرهاق المرتبط بالقلب.
فيتامين B12 والطاقة القلبية
نقص فيتامين B12 يسبب ضعف إنتاج خلايا الدم الحمراء وربما اضطراب النبض نتيجة نقص الأكسجين. الأشخاص الذين يتبعون حمية نباتية صارمة هم الأكثر عرضة للنقص لأن مصادره الرئيسية هي اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. ينبغي تقييم الحاجة للمكملات وفق استشارة الطبيب وتحديد الجرعة المناسبة.
المغنيسيوم وتنظيم النبض
المغنيسيوم يساهم في استقرار نبض القلب وتنظيم الإشارات العصبية. انخفاضه الشديد قد يتسبب في تشنجات واضطرابات النظم، وهو أكثر شيوعًا بين كبار السن ومرضى السكري أو أمراض الجهاز الهضمي. يمكن الوقاية عبر أطعمة غنية بالمغنيسيوم مثل السبانخ والأفوكادو والمكسرات، أو عبر مكملات بجرعات يحددها الطبيب.
البوتاسيوم وتوازن النبض
يضبط البوتاسيوم نبض القلب ونقل الإشارات الكهربائية، لكن أي اختلال في مستوياته قد يسبب خفقانًا أو نظمًا غير منتظم. عند النقص يظهر ضعفًا وتعبًا وتقلصات عضلية، أما الإفراط فقد يؤدي إلى بطء شديد في ضربات القلب. ينصح عادةً بالحصول على البوتاسيوم من الأطعمة الطبيعية كالموز والبطاطس والبقوليات، وتجنب الاعتماد على المكملات إلا عند الحاجة الطبية.
عوامل أخرى تؤثر في نبض القلب
لا تقتصر التأثيرات على الفيتامينات وحدها؛ فالكافيين والنيكوتين وبعض أدوية البرد أو الغدة الدرقية قد تسهم في تسارع الضربات. كما أن مشروبات الطاقة والمكملات التي تحتوي على مواد منشطة مثل الجينسنغ أو الجوارانا قد تضاعف هذا التأثير عند استهلاكها بشكل منتظم. لذا يجب تقييم المخاطر والفوائد مع الطبيب قبل الاعتماد على مكملات بعينها.
متى يجب زيارة الطبيب
ينصح الأطباء بمراجعة الطبيب في حال تكرار الخفقان أو ظهوره مع ألم في الصدر أو دوار أو ضيق في التنفس، لأنها قد تشير إلى اضطراب قلب خطير. ويمكن أن تكون بعض حالات الخفقان العابرة غير مقلقة، خاصة إن ارتبطت بمؤثرات منبهة أو مكملات محددة، وتعديل الجرعة أو الإيقاف قد يكفي. ويحدد الطبيب الاختبارات اللازمة والعلاج المناسب وفق الحالة الصحية للمريض.


