تؤكد الدراسات الحديثة أن السعادة لا تغيّر الشكل الخارجي للدماغ. تبقى البنية التشريحية للدماغ ثابتة في حين يتغير داخلُه عالم الإشارات العصبية والكيمياء التي تدير وظائفه. ولا يزداد حجمه ولا تتبدل فصوصه وألوانه كما يظن البعض. بل يتحول التوازن الداخلي عبر نشاط كهربائي وكيميائي متزامن في مناطق محدّدة.

مناطق الفرح في الدماغ

تظهر ثلاث مناطق رئيسية نشاطًا ملحوظًا عند الإحساس بالسعادة هي القشرة الجبهية الأمامية، النواة المتكئة، واللوزة الدماغية. تمتاز القشرة الجبهية الأمامية بأنها أكثر حيوية وتدعم التفكير المنطقي وتنظيم المشاعر. تفرز النواة المتكئة مستويات أعلى من الدوبامين، ما يمنح شعور الرضا بعد إنجاز أو تلقي دعم نفسي. وتتراجع استجابة اللوزة الدماغية للانفعالات السلبية فتسود حالة من الهدوء والاستقرار الانفعالي.

تشير أبحاث المعهد الوطني للصحة (NIH) إلى أن لحظات الفرح تثير تفاعلًا كيميائي داخل المخ. يزيد إفراز الدوبامين والسيروتونين والإندورفين، وتعمل هذه المواد بتناغم على تهدئة الإشارات العصبية وتنشيط مراكز المكافأة. توثّق النتائج أن هذه التفاعلات لا تغيّر شكل الدماغ وإنما تعيد ترتيب الاتصالات بين الخلايا العصبية بشكل مؤقت، ومع التكرار تتحسّن المسارات وتظهر ظاهرة اللدونة العصبية. يبرز التصوير الوظيفي إشارات نشاط المناطق عبر ألوان رمزية تعكس زيادة تدفق الدم، لكنها لا تمثل لونًا حقيقيًا داخل الدماغ.

شاركها.
اترك تعليقاً