يعتمد الحفاظ على صحة العمود الفقري على تبني وضعيات جسد سليمة توزّع الأحمال على العمود الفقري بالتساوي وتقلل الإجهاد على العضلات والمفاصل والأقراص الفقرية. وفق Harvard Health وVerywell Health، تعتبر الوضعية الصحيحة إحدى الوسائل الفاعلة للوقاية. وتوضح مصادر مثل Atlantic Health System أن الجلوس أو الوقوف المائل والانحناء المتكرر يسبب آلاماً في الرقبة والظهر إضافة إلى اضطرابات في الوركين والخصر.
أوضاع يومية ضارة بالعمود الفقري
تعتبر الجلوس المائل أو الانحناء للأمام من أبرز الوضعيات الخاطئة التي تضغط على الرقبة والكتفين. عند الانحناء للأمام أمام جهاز الحاسوب أو أثناء استخدام الهاتف، تنحرف الرقبة والكتفان إلى الأمام ما يزيد الضغط على الفقرات العنقية والصدرية. التصحيح يبدأ بجعل الشاشة في مستوى العين، واجلس باستقامة، وغير وضعك كل 30 إلى 60 دقيقة. احرص على أن تكون الحواف العلوية للمكتب موازية لمرفقيك.
الانحناء الزائد في أسفل الظهر أو انبساطه التام قد يفضي إلى تشوه المنحنيات الطبيعية للعمود الفقري التقوس القطني أو انخفاضه. حاول الحفاظ على منحنى بسيط في العمود القطني أثناء الوقوف، وادعم أسفل الظهر بمساندة عند الجلوس. استخدم وضعية تجعل الحوض مائلًا بشكل معتدل وتجنب الميل الزائد في الحوض.
الإرجاء الطويل للجلوس أو الإعداد غير المهيأ للعمل أو الدراسة يرهق الأقراص الفقرية ويضعف العضلات. يفرض ذلك تغيير الوضعيات بشكل دوري وتوفير دعم مناسب للجسم. استعمل كرسياً مريحاً وتأكد من أن قدميك ثابتة على الأرض ومرفقيك بزاوية تقارب 90 درجة، واحرص على أن تكون حواف المكتب موازية لمرفقيك.
تحميل الوزن على كتف واحد أو الوقوف بوضع غير متوازن يؤدي إلى ميل الحوض والعمود الفقري وظهور اختلالات عضلية وفقرات محملة بشكل غير متساو. استخدم حقيبة بعمودين أو وزّع الحمل بالتساوي وحافظ على توزيع الوزن على الساقين مع انثناء بسيط في الركبتين. كما يساعد الحفاظ على الوضع المستوي وتجنب الحمل الزائد على كتف واحد في الحد من التوتر على الفقرات.
وضعية النوم أو استخدام وسادة غير مناسبة قد يجعل العمود الفقري مائلاً أو ملتويًا، مما يضغط على الفقرات أثناء الليل دون فترات راحة سليمة. اختر وضعية نوم مناسبة ووسادة داعمة للحفاظ على المحاذاة الصحيحة للرقبة والفقرات. تجنب الوضعيات التي تشكل ضغطاً مستمراً على العمود الفقري أثناء النوم.
أهمية الوضعية الصحيحة
تشير بعض الأبحاث إلى أن الإجهاد المزمن على العمود الفقري ليس مزعجاً فحسب بل قد يسرع تلف الأقراص والفقرات ما قد يؤدي إلى مشاكل مثل الانزلاق الغضروفي أو تضيق القناة الشوكية. كما أن الوضعيات السيئة تؤثر على التنفّس وتقلل من مساحة الرئتين، مما يسبب التعب وقلة الكفاءة الحركية. رغم أن التصحيح التام ليس كافياً وحده، فالوضعية الجيدة تظل أحد العوامل المهمة التي تيسر الحفاظ على صحة العمود الفقري وتقلل من مخاطر المشاكل المرتبطة به.


