تشير الدراسات إلى أن الحرمان من النوم يعرقل توازن هرمونات الجوع والشبع، ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام وتقليل الإحساس بالشبع. يصبح هرمون اللبتين المسؤول عن الشعور بالشبع منخفضاً، في حين يزداد مستوى هرمون الغريلين المحفز للشعور بالجوع. ولذلك يميل الشخص إلى استهلاك كميات أكبر من السعرات خصوصاً من الأطعمة العالية السعرات والكربوهيدرات.

تؤدي قلة النوم إلى تمديد فترات اليقظة، مما يمنح الشخص وقتاً إضافياً للأكل وتناول الوجبات الخفيفة. وتبيّن الدراسات أن النوم الأقصر يرتبط باستهلاك أعلى من الطعام وبزيادة مخاطر السمنة، خصوصاً بين المراهقين. كما أن قلة النوم تسهم في تغير نمط التغذية وتفضيل السعرات العالية خلال النهار.

تشير البيانات إلى أن قلة النوم تخلق شعوراً بالتعب والكسل، مما يخفض النشاط البدني ويقلل من حرق السعرات. وقد أظهرت دراسة حديثة أن الحرمان من النوم يقلل من متوسط نشاط الساعة ويرفع فترات الجلوس. وتؤدي هذه التغيرات إلى انخفاض مستوى الطاقة اليومية وتراجع في الأداء البدني.

تؤثر الحرمان المزمن من النوم في قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز وتنظيم الأنسولين، مما يزداد معه تخزين الدهون خصوصاً في منطقة البطن. وتؤدي هذه التغيرات إلى نمط أيضي غير مستقر يراجع التحكم في الشهية والسعرات. بناءً على ذلك، ترتفع مخاطر زيادة الوزن مع قلة النوم.

أثر قلة النوم على المزاج

تشير مراجعات بحثية إلى أن النوم القليل يعزز المشاعر السلبية مثل الغضب والتوتر، بينما يقلل من مشاعر الفرح والرضا. وتزداد وتيرة تقلب المزاج مع نقص النوم وتراجع القدرة على التفاعل الإيجابي مع المواقف اليومية. وبنتيجة ذلك، يصبح الحفاظ على الاستقرار العاطفي أكثر صعوبة عندما لا يحصل الشخص على كفايته من النوم.

يؤثر نقص النوم في قدرة الدماغ على معالجة الأحداث اليومية وتنظيم المشاعر. عندما يحصل الشخص على قدر كافٍ من النوم، تظل الاستجابات العاطفية أكثر اتزاناً. أما نقص النوم فيؤدي إلى ردود فعل أقوى تجاه المواقف السلبية وتوتر أعلى.

تُضعف قلة النوم وظائف الدماغ الأساسية مثل الانتباه واتخاذ القرار والذاكرة، وهذه التأثيرات تضعف الأداء اليومي وتزيد من الإحباط. كما أن ذلك يؤثر في الشعور بالرضا عن النفس والتفاعل مع الناس. وبناءً على ذلك، يرتبط النوم الكافي بتحسن المزاج العام.

شاركها.
اترك تعليقاً