أعلن باحثون فنلنديون أن حمض الإيكوسابنتاينويك الموجود في زيت السمك ومكملات أوميغا-3 قد يترك أثرًا فريدًا على مسار الأيض الذي يختلف من شخص لآخر. وتوضح النتائج أن استجابة الجسم لهذا الحمض ليست واحدة بل تتفاوت بين الأفراد بناءً على التكوين البيولوجي لكل شخص. كما أشار الباحثون إلى أن الحمض يمتص بكفاءة عالية، ما يؤدي إلى ارتفاع سريع ومؤقت في مستوياته في الدم أثناء الاستخدام ثم يعود مستواه إلى ما كان عليه عند التوقف. وبيّنت الدراسة أن مستويات الحمض تنخفض فور التوقف عن استهلاك المكملات.

في تجربة عملية شارك 38 متطوعًا بجرعات عالية وغير اعتيادية من مكملات EPA. جمع الباحثون عينات دم قبل وأثناء وبعد تناول المكملات لمراقبة كيفية تعامل الجسم مع هذه الأحماض الدهنية. أظهر التحليل تفاوتًا كبيرًا بين المشاركين في الاستجابة، حيث امتلك كل شخص مجموعة بروتينات دهنية في دمه تشكل ما يُعرف بـ “بصمة دهنية” وتبقى ثابتة حتى أثناء تناول المكملات. كما أظهرت النتائج أن هذه البصمة الدهنية استمرت في الدورة الدموية رغم وجود EPA في النظام.

تباين الاستجابة الفردية

أوضحت النتائج أن EPA يُمتص بكفاءة عالية، ما يجعل تركيزه في الدم يرتفع بشكل حاد خلال فترة التناول. ومع ذلك، تنخفض مستويات الحمض بسرعة عند التوقف عن المكملات، وهو ما يعكس ضرورة الاستمرار للوصول إلى تأثير طويل الأمد. ولاحظ الباحثون أن أقوى التغيرات كانت لدى المشاركين الذين كانت لديهم مستويات أساسية منخفضة من EPA.

وأخيرًا أشارت النتائج إلى أن EPA قد خفّض مستويات الدهون في الدم، كما قلل ميل البروتينات الدهنية إلى الالتصاق بجدران الشرايين، وهو عامل مهم في الوقاية من تصلب الشرايين. وبالتالي، قد تكون المكملات مفيدة في تعديل بعض عوامل الخطر القلبية عند أشخاص معينين، خاصة في حال وجود تفاوت في الاستجابة بين الأفراد. وتؤكد النتائج أهمية فهم الفروق الفردية في أيض EPA لتحديد الفئات الأكثر فائدة من الاستمرار في استهلاك المكملات.

شاركها.
اترك تعليقاً