يكشف فريق البحث بقيادة أخصائية طب الأعصاب مايكن نيدرجارد من جامعة روشستر الأمريكية عن وجود آلية تنظيف حيوية في الدماغ أثناء النوم تعرف لاحقاً بالنظام الجليمفاوي. يوصف البحث بأن الدماغ ظل محجوباً عن الجهاز الليمفاوي بسبب الحاجز الدماغي الدموي، مما أثار تساؤلاته حول كيفية التخلص من النفايات الأيضية مثل بروتينات الأميلويد بيتا وتاو. يبيّن العمل أن النظام الجليمفاوي مزيج من كلمتي Glial وLymphatic، وهو ممر يتيح تصريف السموم خارج الدماغ. تشير النتائج إلى ارتباط وثيق بين نشاط هذا النظام ونوم الشخص.
آلية النظام الجليمفاوي
يتدفق السائل النخاعي CSF داخل أنفاق دقيقة تحيط بالأوعية الدماغية، تعرف بمساحات حول الأوعية. تمر هذه القنوات عبر خلايا الدماغ الداعمة تعرف بالخلايا النجمية، وتملك أقداماً نهائية توجه السائل. يختلط السائل النخاعي مع السوائل الخلالية ليجتمع الفضلات والبروتينات السامة ثم يحملها خارج الدماغ عبر مسارات محيطة بالأوعية. هذه الآلية تُمثِّل عملية تنظيف مستمرة للدماغ من النفايات المتراكمة خلال ساعات اليقظة.
تربط النتائج النوم بالنظام الجليمفاوي؛ فالنوم يعزز نشاط قنوات التصريف للفضلات بين الأوعية بنسبة تصل إلى 60%، مما يسمح بتدفق أقوى للسائل وتطهير أسرع. وتظهر الدراسات أن التدفق يبقى ضعيفاً عند الحرمان من النوم، حتى لو سمح لهم بالنوم في الليلة التالية. أشارت دراسة بشرية بقيادة جراح الأعصاب بيير كريستيان إيدي من مستشفى جامعة أوسلو إلى أن التدفق كان أبطأ بشكل واضح لدى المتطوعين المحرومين من النوم. يؤكد البروفسور جيفري إيليف من جامعة واشنطن أن تعطُّل النظام خلال الشيخوخة قد يفسر تراكم بروتينات الأميلويد وتاو المرتبطة باضطرابات عصبية ونفسية مثل الزهايمر.


