توضح الدكتورة أولغا تشيستيك أن احتقان الأنف الذي يستمر لأسابيع غالبًا ما يخلط الناس بينه وبين الحساسية أو التهاب الأنف المزمن. وتؤكد أن الاحتقان ليس دائمًا علامة على مشكلات في الغشاء المخاطي أو الحساسية كما يراها البعض. بينما قد يكون سببه خللًا هرمونيًا ناتجًا عن قصور في عمل الغدة الدرقية، وفقًا لجازيتا رو. وتشرح أن عندما يقل نشاط الغدة الدرقية يتباطأ الأيض، وتحتجز السوائل في أنسجة الجسم بما فيها الغشاء المخاطي للأنف، فيؤدي ذلك إلى تورم وانسداد التنفس.

غالبًا ما يخلط المرضى بين هذا الاحتقان وبين الحساسية، فيلجؤون إلى مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف، لكن ذلك غالباً لا يفيد لأن الاحتقان الهرموني لا يتأثر بتغير المواسم. ويمتد الانسداد ليكون مستمراً حتى مع غياب الإفرازات، ويضطر المريض إلى التنفس من الفم ويشعر وكأنه مصاب بالزكام رغم غياب الأعراض التقليدية. وبالتالي يظل العلاج بتلك الوسائل غالباً غير فعال.

تمييز الاحتقان الهرموني

وتذكر أن قصور الغدة الدرقية غالبًا ما يصاحبه أعراض أخرى مثل جفاف الجلد وبرودة الأطراف وتقصّف الأظافر وزيادة الوزن والتعب المستمر. وفي بعض الحالات قد يكون احتقان الأنف المزمن هو العلامة الوحيدة لاضطراب الغدة، خاصة لدى كبار السن، وهو ما يؤخر التشخيص. لذلك يجب اعتبار الاحتقان المستمر إشارة لإجراء فحص الغدة، بدلاً من الاعتماد فقط على بخاخات الأنف.

التقييم الطبي والاختبارات

تحذر الطبيبة من استخدام قطرات الأنف بشكل مفرط لأنها قد تسبب التهابا دوائيا وتورما إضافيا في الغشاء المخاطي. ولتحديد السبب الحقيقي لهذا الاحتقان توصي الطبيبة بإجراء تحاليل للهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH وهرمون الثيروكسين الحر T4. ويجب إبلاغ الطبيب عن تناول البيوتين لأنه قد يؤثر مؤقتاً على نتائج التحاليل، وأحياناً يوصى أيضاً بفحص الغدة عبر الموجات فوق الصوتية.

العلاج والتوقعات

عند ضبط جرعة الثيروكسين بشكل صحيح تعود مستويات الهرمونات إلى طبيعتها تدريجيًا، ويزول الاحتقان من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى بخاخات. لذا فإن العلاج الذاتي غير مجد، وإذا استمر الاحتقان لأكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع دون تحسن يجب مراجعة الطبيب لفحص الغدة وتصحيح الخلل الهرموني لمنع المضاعفات. وتؤكد الدكتورة أن المتابعة الطبية ضرورية لتبديد حالات الالتباس وتوفير العلاج المناسب.

شاركها.
اترك تعليقاً