يحذر خبراء الصحة من أن النوم الطويل في غرف دافئة ومغلقة خلال الشتاء قد يبدو سلوكا طبيعيا لكنه يخفى مخاطر غير متوقعة. فبينما يساعد النوم الجيد في تقوية المناعة، تبقى العوامل البيئية في الغرف المغلقة مثل سوء جودة الهواء وتكاثر العفن وتراكم عث الغبار وجفاف الجو نتيجة التدفئة مهددة. قال الدكتور مناحيم جاكوبس، الطبيب المقيم في الطب الباطني بمستشفى ييل نيو هافن في كونيتيكت، لـديلي ميل إن هذه العوامل قد تضعف المناعة وتزيد من احتمال نزلات البرد والإنفلونزا.
مشاكل شائعة خلال الشتاء
تؤدي مراتب الأسرّة إلى بيئة مناسبة لتكاثر عث الغبار، وخصوصاً مع ارتفاع الرطوبة في غرف النوم. وتوضح الإحصاءات أن المرتبة قد تحتوي على مئات الآلاف من هذه الكائنات التي تتغذى على خلايا الجلد الميتة وتثير الحساسية والربو وطفحاً جلدياً. وللوقاية ينصح الخبراء باستخدام واق مضاد للحساسية، وغسل أغطية السرير أسبوعياً بماء ساخن عند 60 درجة مئوية.
قد يواجه البعض سريراً ملاصقاً للجدار، لكن ذلك يجعل الجدران الباردة تبعث البرودة مباشرة على الجسم وتؤدي إلى انعدام الراحة والتعب. ويوصي الخبراء بأن يبعد السرير عن الحائط بمسافة بسيطة لتحسين تدفق الهواء وتقليل البرودة المباشرة. هذا الإجراء يساعد في الحفاظ على درجة حرارة متوازنة في غرفة النوم أثناء الليل.
على الرغم من برد الشتاء، يظل الجسم ينتج العرق ليلاً، ما يجعل المرتبة تمتص الرطوبة وتكوّن بيئة خصبة للبكتيريا والفطريات. تؤكد هذه الظروف على خطر مشاكل صحية من الحساسية إلى السعال. ولتجنب ذلك، يوصى بتهوية السرير يومياً وفتح النوافذ لفترة قصيرة كل صباح لتجديد الهواء ومنع تراكم الرطوبة.
تشغيل أجهزة التدفئة لفترات طويلة يجعل الهواء داخل الغرفة جافاً للغاية، ما يؤدي إلى جفاف البشرة والعيون وتهيّج الشعب الهوائية. ولتجاوز هذه المشكلة، ينصح باستخدام أجهزة ترطيب الهواء وشرب كمية كافية من الماء. ويُفضل ترك مسافة لا تقل عن 20 سم بين السرير والمدفأة لحماية المرتبة من التلف.
تؤدي الرطوبة والبرد إلى تكوّن العفن خلف الأسرة الملتصقة بالجدران، وقد ينتشر دون ملاحظة. ويؤكد جاكوبس أن استنشاق جراثيم العفن قد يسبب الحساسية والسعال وأعراضاً تشبه نزلة البرد. للوقاية يجب تدوير المرتبة شهرياً ومسح التكثف من الجدران وفتح الستائر لدخول أشعة الشمس.
مع بدء موسم الإنفلونزا تتحول الأغطية الدافئة إلى بيئة خصبة للفيروسات. ويوصي الخبراء بغسل الملاءات أسبوعياً على درجات حرارة مرتفعة، خاصة بعد إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض، مع رش المرتبة بمطهر آمن وتهوية اللحاف. هذه الإجراءات تساهم في تقليل وجود الجراثيم والفيروسات في الفراش.
قد تبدو البطانيات السميكة خياراً مريحاً لكنها ترفع حرارة الجسم وتمنع انخفاض الحرارة الطبيعية أثناء النوم، وهو ما يعرقل الوصول إلى النوم العميق الضروري لتقوية المناعة. وينصح بالنوم في درجة حرارة نحو 18 درجة مئوية، مع أغطية خفيفة وملايات قطنية قابلة للتهوية. بهذه الإعدادات يتحقق النوم العميق بشكل أفضل وتقل المخاطر المرتبطة بالبرد.


