أعلن فريق بحثي من كلية الطب بجامعة ويك فورست الأمريكية عن طريقة جديدة للقضاء على الخلايا السرطانية عبر تثبيط قدرتها على التخلص من الفضلات الضارة. وتبين أن الخلايا السرطانية تنتج مستويات عالية من بيروكسيد الهيدروجين، مما يجعلها أكثر عرضة للضرر عند تراكم هذا الحمض. وأوضح الدكتور دبليو تود لوثر، أستاذ الكيمياء الحيوية، أن تثبيط بروتين بيروكسيدريدوكسين-3 يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات بيروكسيد الهيدروجين وتدمير الخلايا السرطانية. وتوضح النتائج أن العلاج يعمل كفريق تنظيف داخل الخلية السرطانية ويتركز نشاطه في الميتوكوندريا، حيث تُحرّض أوجه الدفاع الخلوية ضد الأكسدة لتحقيق الانهيار الخلوي.
طريقة عمل الدواء الجديد
أوضح الفريق أن الخلايا السرطانية تنتج بيروكسيد الهيدروجين بكمية تفوق ما تنتجه الخلايا الطبيعية. وعند تثبيط بروتين PRX3، ترتفع مستويات بيروكسيد الهيدروجين بشكل حاد وتزداد الضغوط الأكسدية على الخلية. يتسبب ذلك في وصول الإجهاد التأكسدي إلى مستويات قاتلة للخلايا السرطانية. يعمل الدواء كعناصر تنظيف داخل الخلية السرطانية ويستقر في الميتوكوندريا ليحدث تراكمًا للمواد الضارة بشكل ينهك الخلية.
المكوّن النشط
اعتمد الفريق في عمله على الثيوستريبتون، وهو مركب طبيعي ذو خصائص مضادة للسرطان. قاموا بتفكيك المركب إلى أصغر جزء لا يفقد نشاطه، فظهر جزء قادر على الارتباط ببروتين PRX3 وإيقافه. وتم تسمية القطعة الأصغر WF-242.
نتائج وتطبيقات
أظهرت الدراسات الخلوية أن WF-242 قادر على قتل خلايا سرطان المبيض والرئة والدماغ والبروستاتا والدم. وتوضح النتائج أن هذه القطعة لا تقل فاعليتها عن المركب الأم في قتل الخلايا السرطانية، مع تقليل بعض التفاعلات الجانبية. وبسبب أن الخلايا السرطانية تقاوم التوتر التأكسدي بشكل أقصى، فإنها تكون أكثر عرضة للضغط الذي تسببه القطعة WF-242.
آفاق الورم المتوسطي
يُعد الورم المتوسطي سرطاناً نادراً وخطيراً غالباً ما يُشخّص في مراحله المتقدمة وتتوفر خيارات علاج محدودة. يُختبر العلاج الجديد حالياً عبر الحقن المباشر في الرئة لهذا النوع، لكن حجمه يحد من الانتشار. تمثل القطعة WF-242 فرصة للوصول عبر الوريد وتوصيل العلاج إلى السرطانات في أنحاء الجسم.


