ارتفع سعر الذهب بشكل واضح خلال تعاملات اليوم الأربعاء 5-11-2025 مدعومًا بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تذبذب أسواق الأسهم العالمية وتزايد المخاوف من تضخم تقييمات الأسهم الأمريكية، خاصة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي. كما تزايدت المخاوف بشأن اتجاه النمو وتداعيات التصحيح المحتمل لأسهم التكنولوجيا، ما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن. وتظل الأسعار في مسار متقلب مع تغيرات الطلب والعرض وأسعار الدولار. وتظل التوقعات مرتبطة بالبيانات الاقتصادية القادمة وتوجهات السياسات النقدية العالمية.

ارتفع سعر الذهب في السوق المحلية بنحو 50 جنيهاً خلال تعاملات اليوم ليصل جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولاً في مصر – إلى 5310 جنيهات وفق بيانات منصة آي صاغة. كما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 46 دولارًا لتصل إلى 3978 دولارًا. سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 6068 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4551 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 42480 جنيهًا. هذه المعطيات تعكس ارتفاع الطلب على المعدن وتفاوت الأسعار بين الأسواق المحلية والعالمية.

دعم الملاذات الآمنة والضغط على الأسعار

واصل الذهب مكاسبه مع تراجع شهية المخاطر لدى المستثمرين عالميًا، إذ شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية والعالمية أداءً باهتًا يميل إلى التراجع. وتزايدت المخاوف من احتمالات حدوث تصحيح عنيف في أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بعد تحذيرات متتالية من كبار التنفيذيين في وول ستريت بشأن المبالغة في التقييم. تشير توقعات الأسواق إلى أن بورصة نيويورك ستفتتح تداولات اليوم على تراجع طفيف، مما يدعم ارتفاع الذهب كملاذ آمن. تظل الأوضاع في الأسواق العالمية تتسم بالحيرة مع استمرار مستوى التذبذب وتباين سياسات الفائدة في الاقتصادات الكبرى.

الإغلاق الحكومي وتأثيره

يتزايد الغموض بفعل الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ 36 يومًا وهو الأطول في تاريخ البلاد، ما تسبب في تأخير صدور بيانات اقتصادية مهمة وزيادة المخاوف حول آفاق النمو. ووفق تقديرات مكتب الميزانية بالكونجرس، فإن استمرار الإغلاق قد يكلف الاقتصاد الأمريكي ما بين 10 و30 مليار دولار أسبوعيًا، مع احتمال تراجع النمو في الربع الأخير بما يصل إلى نقطتين مئويتين. وتتزايد التوقعات بأن تتأثر البيانات الاقتصادية الأمريكية بتلك الظروف وبالتبعات المحتملة على سياسة الفيدرالي. يضيف ذلك مزيدًا من العوامل الداعمة للذهب كأداة حماية من مخاطر التضخم والتباطؤ الاقتصادي.

مؤشر الدولار والبيانات الأمريكية

سجل مؤشر الدولار الأمريكي صعودًا قويًا ليصل إلى 100.14 نقطة محققًا أعلى مستوى له منذ مايو الماضي، وذلك بدعم من بيانات ADP التي أظهرت إضافة 42 ألف وظيفة في القطاع الخاص خلال أكتوبر متجاوزة التوقعات. ويراقب المستثمرون صدور مؤشر مديري المشتريات ISM لقطاع الخدمات كدليل إضافي على قوة الاقتصاد الأمريكي ومدى تأثيره في قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل. وبحسب أداة CME FedWatch، تراجعت توقعات الأسواق لخفض الفائدة في ديسمبر إلى 68% مقارنة بـ94% قبل تصريحات رئيس الفيدرالي. تبقى القراءات الاقتصادية وتطور سعر الدولار عوامل حاسمة في مسار الذهب والأسهم العالمية.

التوترات التجارية الأمريكية الصينية

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرين تنفيذيين لتهدئة التوترات التجارية مع الصين، حيث خُفضت التعريفة الجمركية على الواردات المرتبطة بمادة الفنتانيل من 20% إلى 10% اعتبارًا من 10 نوفمبر، مع تمديد التعريفة البالغة 10% على سلع صينية أخرى لمدة عام إضافي. وردت الصين بإجراء مقابل رفع مؤقت لعدد من الرسوم الانتقامية المفروضة على المنتجات الزراعية والصناعية الأمريكية. وتستعد المحكمة العليا الأمريكية للنظر في قانونية استخدام الرئيس لسلطات الطوارئ لفرض تعريفات جمركية واسعة، في خطوة قد تعيد تشكيل صلاحيات الإدارة الأمريكية في السياسة التجارية مستقبلًا. وتبرز هذه التطورات تباين المصالح الاقتصادية بين البلدين وتؤثر في أسواق الذهب وأسعار الأسهم العالمية.

شاركها.
اترك تعليقاً