يُوضح التقرير أن جفاف البشرة لا يرجع فقط إلى قلة الترطيب أو التعرض للطقس الجاف، بل توجد عوامل مخفية تؤثر في رطوبة البشرة. بل ترتبط بالعادات اليومية والظروف البيئية والعوامل الوراثية التي تضعف حاجز الحماية الطبيعي وتفقد البشرة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والدهون الصحية. لذلك فإن المشكلة ليست مجرد استخدام كريمات مرطبة، بل تحتاج إلى فهم العوامل التي تسهم في جفاف البشرة.

العطور الخفية في منتجاتك اليومية

تؤدي المواد العطرية الموجودة في بعض الكريمات ومزيلات العرق إلى تهيج البشرة الجافة؛ فهي من أكثر المكونات التي تثير الحساسية وتزيد الجفاف مع الوقت. وتسبب العطور الصناعية التهابًا تحسسيًا خفيفًا يتطور تدريجيًا إلى جفاف وتقشُّر مستمر. لذا يفضل اختيار منتجات مكتوب عليها “خالٍ من العطور” لتقليل احتمال هذه التفاعلات وبقاء البشرة أكثر نعومة.

الصابون والمنظفات القاسية

تؤدي أنواع الصابون والشامبو إلى إزالة الزيوت الواقية التي تغلف سطح الجلد وبالتالي تراجع الحاجز الرطوبي. عندما تُزال هذه الزيوت، يصبح الجلد أكثر عرضة للجفاف والتشقق والاحمرار. يوصى باختيار غسول لطيف وخالٍ من الكحول، والاعتماد على منظفات تحافظ على الزيوت الطبيعية، لأنها مع هذه الخيارات تساهم في تقليل الجفاف المستمر.

الوراثة تلعب دورًا صامتًا

تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض الطفرات الجينية قد تؤثر في بروتين الفيلاجرين المسؤول عن تماسك خلايا الجلد واحتفاظه بالماء. نقص هذا البروتين يجعل البشرة أكثر عرضة للجفاف والإكزيما، وبذلك تُفسَّر بعض حالات الجفاف بأنها مرتبطة بطبيعة الجسم الوراثية وليست بالعناية وحدها. لذلك ينبغي إدراك أن العناية قد لا تكفي في بعض الحالات إذا كان السبب وراثيًا.

المعادن الثقيلة في مياه الصنبور

قد تكون مياه الصنبور عسرة وتحتوي على نسب مرتفعة من الكالسيوم والمغنيسيوم، ما يترك طبقة رقيقة تقلل امتصاص الكريمات وتزيد الجفاف. يمكن تقليل هذا الأثر باستخدام فلاتر المياه أو اختيار منتجات ترطيب غنية بمركبات تساعد على الاحتفاظ بالرطوبة. كما قد تفيد العناية بالبشرة بمنتجات تحتوي على فيتامينات A وC في مقاومة هذه التأثيرات.

منتجات علاج حب الشباب

الريتينول وحمض الساليسيليك فعّالان في إزالة الحبوب وتجديد الخلايا، لكنهما يقللان مؤقتًا من محتوى البشرة المائي. لتلافي الجفاف الناتج، يُنصح بتقليل التكرار في الاستخدام أو اختيار تركيزات أدنى تحت إشراف الطبيب المختص. يجب متابعة البشرة لمعرفة الاستجابة وتعديل الروتين عند الحاجة.

الهواء الجاف داخل المنزل

تؤدي أجهزة التدفئة والهواء الساخن في الشتاء إلى انخفاض مستوى الرطوبة في الجو، وهو ما يدفع البشرة إلى فقدان الماء بشكل أسرع. يترتب على ذلك ظهور الجفاف والتشققات بشكل أوضح مع الأيام. الحل الفعّال هو استخدام جهاز ترطيب يحافظ على نسبة الرطوبة في المنزل بين 30 و50 في المئة.

غسل اليدين المفرط

يعد غسل اليدين عادة صحية، لكنه عندما يتكرر وبالماء الساخن يفقد الجلد دهونه الطبيعية. لذلك يُفضل استخدام ماء فاتر عند الغسل وتطبيق كريم مغذٍ بعد كل مرة للوقاية من التشققات المؤلمة. الحفاظ على الترطيب المستمر يؤمن حماية إضافية للبشرة المعرضة للجفاف في هذه المناطق.

الحمامات الساخنة الطويلة

البخار والماء الساخن قد يبدوان مريحين لكنهما من أكثر العوامل التي تفقد البشرة رطوبتها. ينصح الخبراء بعدم تجاوز خمس دقائق في الاستحمام، واستخدام مرطب مباشرة بعد التجفيف لاحتجاز أكبر قدر من الرطوبة في البشرة. هذا الإجراء يخفف من أثر الحرارة ويعزز نعومة البشرة.

التقدم في العمر

مع التقدم في العمر يقل إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة وتؤثر التغيرات الهرمونية، خاصة بعد انقطاع الطمث، على مرونتها وقدرتها على الاحتفاظ بالماء. لذا يُنصح باختيار مرطبات تحتوي على السيراميدات والفازلين والجلسرين لتعويض نقص الرطوبة والحفاظ على نعومة البشرة. كما يمكن دعم البشرة من خلال روتين بسيط يحافظ على حاجزها الصحي.

أمراض خفية وراء الجفاف

في بعض الحالات تكون البشرة الجافة علامة على وجود مشكلة صحية داخلية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو داء السكري أو سوء التغذية. عند استمرار الجفاف مع حكة أو قشور أو بقع خشنة، يجب استشارة طبيب جلدية ليحدد السبب الجذري وخطة العلاج المناسبة. الالتزام بتقييم طبي يساعد في الحصول على تشخيص دقيق وتوجيه علاجي صحيح.

شاركها.
اترك تعليقاً