يعلن الباحث ديفيد م. ليفي من جامعة واشنطن لأول مرة عن مصطلح دماغ الفشار Popcorn Brain ليصف دماغاً يقفز سريعاً بين المهام مثل حبة الفشار. ويصف المصطلح الدماغ بأنه ينتقل بسرعة بين الأنشطة دون ثبات في التركيز. ويشير إلى أن هذا الوصف يعكس التأثير المتسارع للتكنولوجيا على طريقة عمل الدماغ مع الاستخدام المستمر للهواتف الذكية والإشعارات المتتالية. وتهدف هذه التسمية إلى توضيح كيف يمكن للممارسات الرقمية أن تعيد تشكيل نمط الانتباه والسلوك الرقمي مع مرور الوقت.
تأثير التكنولوجيا على الدماغ
يتحدث الخبراء عن أن التنقل السريع بين التطبيقات والإشعارات المتلاحقة يدرّب الدماغ على البحث عن المكافآت السريعة. يؤدي ذلك إلى تقليل القدرة على التركيز العميق على المدى الطويل. وبذلك يصبح التشتت عادة يومية لدى المستخدمين. ويؤكّد المختصون أن الدماغ يتكيّف مع الإيقاع الجديد رغم كونه نمطاً سلوكيًا ناتجاً عن البيئة الرقمية وليس تشخيصاً طبياً.
وتوضح دراسة حديثة أن التعرض المستمر لمقاطع فيديو قصيرة قد يضعف قدرة الدماغ على تذكّر المهام المستقبلية بسبب تغيّر السياق المستمر. ويؤكد الخبراء أن الدماغ لا يزال يتكيّف مع نمط الاستهلاك السريع للمحتوى. كما تشير النتائج إلى أن دماغ الفشار ليس تشخيصاً رسمياً مثل ADHD بل هو نمط سلوكي ناجم عن البيئة الرقمية. وتظل الأبحاث جارية لفهم التأثيرات على البنية الدماغية على المدى البعيد.
التأثير على الأطفال
ويمتد التأثير إلى الأطفال والمراهقين بسبب سرعة تكوين عادات الدماغ لديهم. يكونون أكثر عرضة لصعوبات في التركيز وتحمّل التنبيه المستمر. من الأعراض المصاحبة فرط التعرّض للشاشات الصداع، إرهاق العينين، الأرق وضعف جودة النوم. تؤكد الدراسات وجود مؤشرات قوية، لكن البحث مستمر لفهم التأثير البنيوي للدماغ على المدى البعيد.
طرق الحد من التأثير
ينصح الخبراء بتقليل الاستخدام المتعدد للأجهزة وفترات خالية من الشاشات. كما يُنصح بممارسة التأمل وتمارين التركيز لإعادة تهيئة الدماغ وتخفيف الميل إلى المكافآت السريعة. يتطلب تطبيق هذه الإجراءات الالتزام والتدرج في الروتين اليومي لتحقيق تحسن في القدرة على الانتباه الطويل وتقليل التشتت. يظهر الالتزام المستمر تحسناً تدريجياً في وظائف الانتباه والتوازن الإدراكي مع مرور الوقت.


