يحذر الأطباء بشدة من عادة استخدام الهاتف المحمول قبل النوم، وهي عادة انتشرت بشكل واسع بين الكثيرين. يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات بشكل مباشر على جودة النوم وصحة الدماغ والهرمونات. يرتبط هذا التأثير بتقليل إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم، مما يعكّس اختلال الساعة البيولوجية. كما تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المستمر ليلاً قد يرفع اليقظة بشكل غير مبرر ويؤثر سلبًا على النوم العميق.
تأثيرات على الغدة الدرقية
تشير نتائج دراسة طويلة الأمد أُجريت في إسبانيا وشملت نحو 460 ألف مشارك على مدار 12 عامًا إلى وجود صلة محتملة بين التعرض للضوء الليلي وزيادة خطر سرطان الغدة الدرقية، وخصوصًا بين النساء. وتُقدّر الزيادة بنحو 55% وفق النتائج المتداولة. ويربط الباحثون هذه الزيادة بتأثير الضوء الأزرق على إفراز هرمونات الغدة الدرقية وتنظيمها، ما يؤثر على التوازن الهرموني للجسم.
الميلونين واليقظة
تشير دراسات أخرى إلى أن القراءة على الهاتف قبل النوم تزيد اليقظة وتقلل إفراز الميلاتونين. وتبيّن أن استخدام الشاشة لمدة أكثر من ساعتين يقلل إنتاج الميلاتونين بنسبة نحو 22%، ما يربك الساعة البيولوجية. نتيجة لذلك يزداد صعوبة الدخول في النوم العميق وتقل مدة النوم في المتوسط.
آثار على العين والرقبة
يؤدي الاستخدام الطويل للهاتف أثناء الاستلقاء إلى إجهاد العضلة الهدبية وضعف الرؤية نتيجة النظر من مسافة قريبة. كما يؤدي الانحناء الخاطئ للرقبة إلى تشوه الانحناء الطبيعي للفقرات العنقية مع مرور الوقت. هذا الوضع قد يفاقم إرهاق العين ويؤثر على جودة النوم في المدى الطويل.
تأثيرات على الشهية والهرمونات
تؤدي الإضاءة القوية وإطالة فترات الاستخدام ليلًا إلى ارتفاع نشاط هرمونات الأدرينالين والدوبامين. هذا الارتفاع يعزز الرغبة في تناول الطعام حتى حين لا يكون الشخص جائعًا. كما يؤدي استمرار اليقظة إلى تقليل النوم العميق وتبدد الطاقة خلال الليل.
نصائح الوقاية
أوصت الإرشادات الطبية بالتوقف عن استخدام الهاتف قبل النوم بما لا يقل عن 90 دقيقة. يُنصح بخفض سطوع الشاشة وتفعيل وضع الليل لتقليل التعرض للضوء الأزرق في الساعات الأخيرة من الليل. ويُفضل ضبط إضاءة الغرفة لتقليل إجهاد العين، والحفاظ على وضعية جلوس صحي تكون فيها العينان في مستوى الشاشة. كما يُنصح بالابتعاد عن وضع الهاتف في غرفة النوم قدر الإمكان لتقليل الاعتماد عليه قبل النوم.


