توضح المصادر أن ضيق التنفس قد ينجم عن عدة عوامل. وتشمل هذه العوامل الإرهاق والسمنة وانخفاض اللياقة البدنية. كما قد ينتج عن أعراض نفسية مثل القلق والتوتر، أو عن أسباب عضوية مثل الربو والنوبات القلبية والانسداد الرئوي المزمن.

عوامل مرتبطة بالنشاط البدني

يُشير ضعف اللياقة البدنية إلى انخفاض قدرة الجسم على التحمل، ويؤدي إلى ضيق التنفّس عند أداء أنشطة لم يمارسها الشخص عادةً. عند صعود السلالم أو المشي لمسافات قصيرة قد يلاحظ المصاب زيادة في معدل التنفس وشعورًا بالضيق. كما يؤثر انخفاض التفاعل البدني المستمر سلبًا في كفاءة تبادل الغازات وتوفير الأكسجين للعضلات. ويُسهم التدرّب المنتظم في تعزيز القدرة التنفّسية تدريجيًا وتحسين التحمّل على المدى الطويل.

السمنة تعرف بأنها ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) إلى 30 أو أكثر، وتتركّز الدهون في الصدر والبطن مما يعيق التنفّس الطبيعي. يؤدي تراكم الدهون إلى زيادة الضغط على الرئتين وتقلل من كفاءة التهوية. يلاحظ المصاب ضيق التنفس أثناء الجهد وقد يزداد مع زيادة الوزن.

عوامل متعلقة بالحالة الصحية

تُعد اضطرابات القلق من العوامل النفسية التي قد تسبب ضيق التنفس بشكل جسدي. تتضمن هذه الاضطرابات خوفًا مفرطًا وقلقًا يؤثر في الأداء اليومي. من أمثلتها نوبات الهلع التي غالبًا ما تصاحبها أعراض جسدية مثل ضيق التنفّس والتعرّق وتسارع النبض. يمكن أن يظهر الضيق حتى في حالات لا يوجد بها جهد بدني محسوس.

يتسم الربو بتورم وتشنج في جدران مجرى الهواء، مما يضيق التنفّس ويؤدي إلى صفير مع التنفس. يظهر مع السعال وضيق في الصدر خاصة أثناء النوبة أو عند التعرض للمحفزات. قد تتكرر النوبات وتزداد شدتها مع بعض المحفزات مثل التراب أو الدخان أو التهابات الجهاز التنفسي. يعتمد علاج الربو على الأدوية وتجنب المحفزات وفق توجيهات الطبيب.

يحدث قصور القلب عندما تعجز عضلة القلب عن ضخ الدم بشكل كاف لتلبية احتياجات الجسم. يتسبب ذلك في احتقان الرئتين وضيق التنفّس خصوصًا عند الاستلقاء أو أثناء النشاط اليومي القصير. قد يلاحظ المريض أن المسافات القصيرة من المشي أصبحت أصعب من الماضي. يتطلب ذلك تقييم صحي ومتابعة طبية مستمرة.

تحدث النوبة القلبية نتيجة انسداد في أحد الشرايين التاجية ويؤثر على تدفق الدم إلى جزء من القلب. غالبًا ما يظهر الألم أو الضغط في الصدر ويتفاقم مع الحركة. قد ينتشر الألم إلى الكتف أو الظهر أو الفك مع وجود ضيق تنفّس ملحوظ. يلزم تقديم رعاية طبية فورية عند ظهور هذه الأعراض.

يرتبط مرض الانسداد الرئوي المزمن بضيق في الشعب الهوائية وتلف الحويصلات الهوائية، وهو ما يسبب ضيق التنفّس مع النشاط والسعال. يظهر الضيق بصورة مستمرة ويزداد مع التعب أو الجهد. يتطلب COPD إدارة طويلة الأمد وتعديل نمط الحياة وتوجيهات الطبيب. يساعد التقييم الطبي المبكر في تحسين النتائج ودرجة السيطرة على الأعراض.

يحدث الالتهاب الرئوي عندما تغزو جرثومة، مثل فيروس أو بكتيريا، إحدى الرئتين أو كلتيهما. يترافق مع صعوبة في التنفّس إضافة إلى حمى وقشعريرة وسعال. يتطلب العلاج عادة توجيهات طبية محددة حسب المسبب وشدّة الأعراض. الوقاية من العدوى من خلال التطعيم والالتزام بالإجراءات الصحية يمكن أن يقلل الخطر.

ضيق التنفس الحاد مقابل المزمن

يُفرق بين ضيق التنفس الحاد والمزمن كخطوة أولى لتحديد السبب. يظهر الضيق الحاد فجأة ويستمر لعدة دقائق أو ساعات، بينما يستمر المزمن لمدة شهرين أو أكثر. يساعد هذا التمييز الأطباء في اختيار الفحوص والعلاج المناسبين.

أعراض تستدعي زيارة الطبيب

يجب التوجه إلى الطبيب عند المعاناة من ضيق التنفس إذا صاحب ذلك ألم أو ضغط في الصدر، أو غثيان، أو دوخة أو إغماء. كما تكون الأعراض خطرة إذا كان المصاب يلاحظ سعال دم أو اختناق أو تنفّسًا عالي النبرة أو تغيّراً في اللون نحو الأزرق. كما يدل تورم الوجه أو الحلق أو اللسان أو الشفتين أو صعوبة في التحدث نتيجة ضيق التنفّس على الحاجة إلى رعاية طارئة.

شاركها.
اترك تعليقاً