يبدأ شهر نوفمبر باستقبال موجات متتالية من السياح القادمين من أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا في موسم سنوي ينتظره العاملون في القطاع السياحي بكل شغف. وتتزامن هذه الحركة مع درجات حرارة معتدلة وسماء صافية ونيل هادئ، ما يعزز مكانة صعيد مصر كأحد الوجهات الأكثر مناسبة للسياحة الثقافية والشتوية. وتؤكد هذه الدورة أن الحركة السياحية ليست موسمية عابرة بل تبقى مستمرة وتحتفظ بزخمها عبر مواسم العام.
المشهد السياحي في الأقصر وأسوان
شهدت المعابد التاريخية، من الكرنك إلى الدير البحري، حركة ملحوظة من الزوار الأجانب الذين حرصوا على الاستماع إلى شرح المرشدين حول تفاصيل النقوش والرموز والأساطير الفرعونية. وارتفع نشاط البالون الطائر فوق معابد الأقصر وحقولها الخضراء إلى الواجهة من جديد، وتلتقطه عدسات السياح لينشروا الصور على منصات التواصل. وتؤكد هذه المشاهد أن المقاصد التاريخية في الصعيد تبقى وجهة حيّة وجاذبة على مدار اليوم وخلال الفصول المختلفة.
أعاد معبد فيلة وجزيرة النباتات وسد أسوان العالي رسم خريطة الرحلات اليومية، بينما ازدادت رحلات الفلوكة عند الغروب، التي يصفها الكثيرون بأنها لحظات شاعرية وهادئة. وتوضح البيانات الميدانية أن حجوزات الفنادق والنُزل النيلية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 40% و55% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس استمرارية الإقبال. كما ساهمت مبادرات تنشيط السياحة الداخلية في جذب عدد كبير من الرحلات الجامعية والشبابية التي وجدت في صعيد مصر فرصة لاكتشاف جزء حي من تاريخ البلاد.
نوفمبر لا يفتح فقط موسمًا سياحيًا، بل يعيد الروح إلى مدن فرعونية ما زالت تنبض بالحياة وتستقبل زوارها بكرم وضيافة تعكس عمق الهوية المصرية. وتؤكد هذه الظاهرة أن صعيد مصر يظل وجهة حية توظف التاريخ والثقافة في تجربة فريدة للزوار. وتواصل الحركة السياحية في المنطقة تعزيز فرص العمل والأنشطة النيلية والرحلات الثقافية التي تجمع بين المعالم الكبرى والتجارب الشعبية.


