أسباب لجوء المراهقين إلى المكملات
يتعرض المراهقون لضغوط المظهر والتسويق الواسع للمكملات عبر الإنترنت، ما يدفعهم للاعتقاد بأن تناول هذه المنتجات يفتح طريقاً سريعاً نحو بناء جسم مثالي. تروج الأسواق للمكملات على شكل بروتينات وأحماض أمينية ومساحيق لزيادة الوزن أو الحرق، دون توضيح كافٍ لآثارها وضررها. يظهر أمامهم عدد من الوعود المغرية التي قد تبدو مقنعة لكنها لا تُبين المخاطر المحتملة وسياق الاستخدام الطبي.
أوضح الدكتور عبد الرحمن شمس خبير التغذية في تصريح خاص أن السبب يبدأ من ضغوط الشكل والمظهر، فوسائل التواصل الاجتماعي تفيض بصور الرياضيين والمشاهير الذين يمتلكون أجساماً مثالية مما يدفع المراهقين للرغبة في الوصول إلى نفس النتيجة بسرعة. وفي ظل ذلك يدخل سوق المكملات بعروض بروتينات وأحماض أمينية ومساحيق قد تدعي سرعة النتيجة دون توضيح حقيقي للأثر. رغم أن بعض المكملات قد تكون مفيدة عند الحاجة الطبية، فإن الاستخدام العشوائي دون إشراف قد يؤدي إلى مضاعفات صحية.
المخاطر الصحية والنفسية للمكملات
المخاطر الصحية للمراهقين تتضمن أضرارا على الكبد والكلى عند ارتفاع الجرعات أو استخدامها لفترات طويلة. قد تسبب المكملات المحتوية على منشطات أو مواد تشبه التستوستيرون اختلالاً هرمونياً واضطرابات في النمو وتغيرات مزاجية. كما يمكن أن يؤدي الاعتماد على المكملات إلى آثار نفسية وسلوكية مثل الإدمان النفسي وشعور بعدم الثقة بالجسد، إضافة إلى قلق واكتئاب مرتبطين بالمظهر. وتباع العديد من المكملات دون رقابة أو ترخيص وقد تحتوي على مكونات مجهولة أو محظورة تضر الجهاز العصبي أو القلب.
ووفقا لدراسات حديثة، لا يقرأ أكثر من 30% من المراهقين مكونات المكملات أو يستشيرون مختصاً قبل تناولها. هذا السلوك يفاقم المخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بالاستخدام العشوائي للمكملات. يشدد الخبراء على ضرورة توعية المراهقين بمخاطر هذه المنتجات وأهمية الاستشارة الطبية قبل البدء بأي مكمل.
من يحمي المراهق من فخ المكملات
تتطلب حماية المراهق من فخ المكملات تعزيز دور الأسرة والمدرسة والجهات الصحية في التوعية والمراقبة. وينبغي توجيه الشباب لاستخدام المكملات فقط عند الحاجة الطبية وتحت إشراف طبي متخصص، إضافة إلى قراءة المكونات والتأكد من مصادرها. يجب تعزيز الرقابة على سوق المكملات وتوفير معلومات موثوقة حول المخاطر المرتبطة بها.


