تشير الدراسات إلى أن تناول الأطعمة أو المشروبات الباردة بشكل مستمر قد ينعكس سلباً على المعدة والجهاز الهضمي. عندما يصل الطعام البارد إلى المعدة، يبذل الجسم جهداً إضافياً لتسخينه حتى يصل إلى درجة حرارة الجسم الطبيعية نحو 37 درجة مئوية. هذا الجهد الإضافي يؤخر عملية الهضم ويؤثر في نشاط الإنزيمات الهاضمة التي تعمل بشكل أفضل عند درجات حرارة معتدلة. مع مرور الوقت، قد تظهر أعراض مثل الانتفاخ والغثيان وعسر الهضم.
أضرار رئيسية وآلياتها
من أبرز الأضرار صعوبة الهضم وتباطؤ تفريغ المعدة. عند تناول وجبة باردة، تنقبض الأوعية الدموية في جدار المعدة، وهو ما يقلل تدفق الدم ويضعف إفراز العصارة الهضمية. النتيجة شعور بالامتلاء والانتفاخ بعد الأكل، وقد يتطور الأمر إلى عسر هضم مزمن إذا تكرر ذلك يومياً. وتنعكس هذه الحالة سلباً على راحة الفرد بعد الوجبة.
تهيج بطانة المعدة والتهابها من الآثار المحتملة لتكرار الأطعمة والمشروبات الباردة. تتأثر المعدة بتقلب درجات الحرارة بشكل قوي، خاصة لدى من يعانون من قرحة أو التهابات مزمنة. الانقباض المفاجئ في عضلات المعدة قد يسبب تقلصات وألماً بالبطن. كما أن شرب المشروبات المثلجة بشكل منتظم يرفع احتمال الإصابة بالتهابات المعدة والقولون.
ضعف امتصاص المغذيات نتيجة بطء الهضم من العوارض المتوقعة عند تبريد الطعام. يقل نشاط الإنزيمات الهاضمة عندما تكون الحرارة منخفضة، ما يقلل من كفاءة امتصاص المغذيات. مع مرور الوقت قد يظهر نقص في الحديد والكالسيوم وفيتامين B12 وغيرها من العناصر الأساسية. لذا فإن الاعتياد على تناول أطعمة باردة يمكن أن يؤثر سلباً في مستوى الطاقة والصحة العامة للجهاز المناعي.
اضطرابات حركة الأمعاء من الأثر المحتمل لتناول الأطعمة الباردة. قد يتسبّب البرد في بطء حركة الأمعاء لدى بعض الأشخاص وفي حدوث ارتجاع أو إسهال لدى آخرين نتيجة تهيّج القولون. بعض الأشخاص يعانون من إمساك بسبب انقباض عضلات الأمعاء، بينما يعاني آخرون من المغص والانتفاخ. ينصح المصابون بمتلازمة القولون العصبي بالابتعاد عن الأطعمة والمشروبات الباردة قدر الإمكان.
الشعور بالخمول وضعف الطاقة بعد الأكل يظهر عندما يضطر الجسم إلى استهلاك الطاقة لتسخين الأطعمة الباردة بدلاً من توجيهها للهضم. وهذا يبطئ عملية الهضم ويزيد الإحساس بالنعاس بعد الوجبة. كما يقل تدفق الدم إلى باقي أجزاء الجسم حين يتركز في المعدة لتنظيم حرارتها، ما قد يسبب دواراً أو برودة في الأطراف لبعض الأشخاص. لذلك يُنصح بتفضيل درجات حرارة معتدلة للطعام والمشروبات.
تؤثر قسمة الأوعية إلى برودة المعدة على الاستجابة المناعية للجسم. فمع انخفاض حرارة المعدة يقل تدفق الدم والأكسجين إلى الجهاز الهضمي، وهو ما يرتبط بتقليل فاعلية بيئة مناعية داخلية حساسة. يربط خبراء الجهاز الهضمي بين صحة القناة الهضمية وقوة الجهاز المناعي، لذا فإن التوقف عن استهلاك الأطعمة الباردة يساهم في تقليل مخاطر الالتهابات المعوية. كما يشير بعض المختصين إلى أن الاستمرار في هذه العادات قد يفاقم من احتمالية حدوث عدوى أو التهاب.


