يحدد الأطباء الكبد الدهني غير الكحولي بأنه تراكم زائد للدهون في الكبد يتجاوز 5-10% من وزنه. وتظهر هذه الحالة عادة بشكل صامت وتُكتشف صدفة أثناء الفحوص الروتينية. وعلى الرغم من أنها غالباً لا تسبب أعراض، فإن الاكتشاف المبكر يمكن أن يسمح بإدارة فعالة عبر تغييرات في نمط الحياة. وتنقسم الكبد الدهني غير الكحولي عادة إلى مرحلتين رئيسيتين هما التدهن البسيط والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.

تُعد مرحلة التدهن البسيط هي تراكم الدهون في الكبد دون وجود التهاب كبير أو تلف واضح في الخلايا. وفي هذه المرحلة يكون التلف الكبديي محدوداً ويمكن عكسه بتغييرات نمط الحياة. أما المرحلة الثانية فتتمثل بالالتهاب مع وجود دهون وتلف في خلايا الكبد، وهو ما يُعرف بالالتهاب الكبداني غير الكحولي. وقد يتطور التدهن إلى تليف وربما سرطان الكبد إذا ترك دون علاج.

التشخيص والتقييم المبكر

يعتمد تشخيص NAFLD عادة على مزيج من فحوص الدم والتصوير لتأكيد وجود الدهون في الكبد وتقييم حالته. ويُعد الاكتشاف المبكر ضرورياً، لأن التدهن البسيط قابل للعكس بتحسين نمط الحياة، بينما يحتاج NASH إلى رعاية أقوى. كما يضع الأطباء خطة متابعة تشمل تغييرات غذائية ونشاطًا بدنيًا وربما أدوية عند اللزوم.

عادات غذائية داعمة للكبد

يرتكز العلاج على ثلاثة محاور رئيسية لعكس الكبد الدهني بشكل طبيعي. أولاً، نتجنب السكر المضاف والمشروبات المحلاة لأن السكر، خصوصاً الفركتوز، يرفع إنتاج دهون الكبد ويزيد من مقاومة الإنسولين. ثانيًا، نقلل من الأطعمة فائقة المعالجة والكربوهيدرات المكررة التي ترتبط بارتفاع الدهون في الكبد وتزايد خطر NAFLD. ثالثًا، ندعم الكبد بأطعمة مفيدة مثل الألياف العالية وأحماض أوميغا-3 الدهنية ومضادات الأكسدة من مصادر طبيعية.

الألياف الغذائية القابلة للذوبان وغير القابلة القابلة تعزز حساسية الإنسولين وتقلل دهون الكبد، لذا يُنصح بتضمين الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة بانتظام. الأوميغا-3 طويلة السلسلة الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين لها أثر مهم في تقليل دهون الكبد وتحسين مستويات الدهون الثلاثية. كما أن مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الشاي الأخضر والقهوة والتوت والكركم والشوكولاتة الداكنة تساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهاب الكبدي.

عادات يومية لحماية الكبد

التوقيت الغذائي يلعب دوراً حاسماً، لذلك يوصى بتناول آخر وجبة قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات وتحديد نافذة صيام ليلية مناسبة. كما يساهم شرب الماء الكافي يوميًا في دعم عمليات التمثيل الغذائي وإزالة السموم وتحسين صحة الخلايا. وأخيرًا، يهم الحرص على نوم منتظم بمواعيد ثابتة لمدة كافية، فذلك يخفف من اضطراب الساعة البيولوجية ويقلل من مخاطر تراكم الدهون في الكبد.

تظهر النتائج تفاوتاً في الاستجابة بين الأفراد، ولا تشكل هذه الإرشادات بديلاً عن استشارة الطبيب أو التشخيص أو العلاج. ويمكن لهذه التغييرات أن تحقق تحسنًا في صحة الكبد خلال نحو 90 يومًا عند كثير من الناس. استشر الطبيب لتحديد الخطة الأنسب لحالتك وتابع التقدم بشكل دوري.

شاركها.
اترك تعليقاً