أعلنت هيئة صحية أن الحرارة قد تكون وسيلة علاجية فعالة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتخفيف آلام العضلات والمفاصل، بل وتخفيف ارتفاع ضغط الدم لدى كبار السن. وتشير دراسات حديثة إلى أن تطبيق الحرارة على الجسم في نطاق 36 إلى 45 درجة مئوية يحفز توسيع الأوعية الدموية، ما يزيد تدفق الدم إلى الأنسجة. كما ينعكس ذلك في إيصال الأكسجين والعناصر الغذائية وتحسّن مرونة الأنسجة وتخفيف الألم والتصلّب.

كيف تعمل الحرارة داخل الجسم

تتزايد درجة حرارة المنطقة المعرضة للحرارة فتتوسع الأوعية الدمويّة وتزداد كمية الدم الواصلة إلى المنطقة، وهذا يساهم في إزالة الفضلات الالتهابية وتقليل التشنّج العضلي. كما تتحسن ليونة ألياف الكولاجين في المفاصل، ما يساعد على استعادة الحركة في حالات التيبس المزمن. كما ترتبط النتائج بتحسين مرونة الأنسجة وتخفيف الألم وتسريع التعافي بشكل عام.

أنواع العلاج الحراري

ينقسم العلاج الحراري إلى نوعين رئيسيين: الحرارة السطحية التي تشمل الكمادات الدافئة والوسادات، والحرارة العميقة التي تعتمد على الموجات فوق الصوتية أو الأشعة تحت الحمراء للوصول إلى الأنسجة العميقة. تؤثر الحرارة السطحية في الأنسجة القريبة من سطح الجلد وتُستخدم لتخفيف ألم المفاصل الصغيرة والتشنجات العضلية الخفيفة. وتُظهر الحرارة العميقة فاعلية في وصول الدفء إلى الأنسجة العميقة للمفاصل الكبيرة والعضلات السميكة عبر تقنيات متعددة. وتؤكد المصادر العلاجية أن الحرارة الرطبة عادةً ما تكون أكثر فاعلية من الحرارة الجافة، لأن الماء ينقل الطاقة الحرارية بسرعة أكبر ويصل إلى الأعماق بشكل أوسع.

متى تُستخدم ومتى تُمنع

رغم فوائدها العديدة، لا يناسب العلاج الحراري جميع الحالات. فهو غير مستحب في حالات الالتهاب الحاد أو وجود نزيف أو جروح مفتوحة، وينبغي الحذر عند وجود ضعف في الإحساس أو اضطرابات الدورة الدموية. أما في حالات الألم المزمن أو الشد العضلي أو تيبس المفاصل الناتج عن التهاب الروماتويد أو خشونة المفاصل، فتُعد الحرارة من أبرز وسائل الدعم المساندة. يحذر الخبراء من تجاوز درجة الحرارة 45 مئوية لأنها قد تتسبب في تلف الأنسجة أو حروق سطحية، وتكون المدة المثالية للتعرض بين 10 و30 دقيقة وفق نوع المصدر ونوعية الحالة.

الحرارة وصحة القلب

تشير دراسات متعددة إلى أن تأثير الحرارة على الجهاز القلبي الوعائي يشبه تأثير التمارين الرياضية الخفيفة، حيث يزداد معدل ضربات القلب وتوسع الأوعية، ما يساعد في تدريب الجهاز الدوري وتحسين كفاءة استهلاك الأكسجين. ويشير بعض الباحثين إلى أن التعرض المنتظم للحرارة يحفز استجابة الجسم كما يفعل التمرين الهوائي من حيث تحسين تدفق الدم وتزايد قدرة الأنسجة على استخدام الأكسجين. ويذكر الدكتور سكوت روميرو، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة شمال تكساس، أن التعرض للحرارة بشكل منتظم يؤدي إلى تحسين تدفق الدم وتوسيع الأوعية وتدريبات غير مقصودة للجهاز الدوري.

الأمان أولًا

ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء بالعلاج الحراري لتحديد الطريقة والمدة المناسبةين، خصوصاً لمرضى القلب والسكري. كما يُفضَّل اختبار الحرارة على اليد قبل وضعها على الجلد لتجنب الحروق، والامتناع عن وضع مصادر الحرارة فوق المناطق التي تحتوي على زرع معدني أو وريد ملتهب. تطبيق الحرارة بشكل تدريجي وآمن قد يساهم في تحسين راحة المريض اليومية، خاصةً لمن يعانون من آلام مزمنة أو ضعف في الدورة الدموية.

شاركها.
اترك تعليقاً