تكشف دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ملبورن أن التأمل ليس مجرد تهدئة للعقل بل قد يحمل جوانب أكثر تعقيداً. شملت العينة قرابة 900 بالغ أمريكي تفاوتت مستوياتهم بين مبتدئ وممارس متقدم وفق مستوى الخبرة. استخدم الباحثون قائمة من 30 بنداً لتقييم الآثار، فأظهرت النتائج أن نحو 60% منهم عانوا من أثر جانبي واحد على الأقل. كما أبلغ نحو 30% من المشاركين عن آثار صعبة أو مُرهقة، بينما بلغ معدل العجز الوظيفي 9%.
الآثار الجانبية وتحديد عوامل الخطر
يشرح فريق البحث أن الآثار المحتملة تتراوح بين نوبات الهلع واستعادة ذكريات صادمة مرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة وفقدان الشعور بالهوية والانفصال. وتبيّن النتائج أن نحو 60% من الممارسين أبلغوا عن أثر جانبي واحد على الأقل، في حين أبلغ نحو 30% عن آثار صعبة أو مرهقة. كما ارتبطت هذه الأعراض بوجود أعراض صحة نفسية سابقة أو المشاركة في خلوت تأمل سكنية طويلة وقاسية. وعلى الرغم من ذلك، يؤكد فان دام أن النتائج لا تعني التوقف عن التأمل بل تدعو إلى تعزيز الموافقة المستنيرة وتقييم مدى ملاءمته لكل شخص.
يرى الباحثون أن فهم العلاقة بين التأمل وآثاره بحاجة إلى متابعة طولية، وأن النتائج الحالية لا تمنع تجربته بل تشدد على ضرورة إعلام الناس بالمخاطر المحتملة. يؤكدون أن التأمل ليس خياراً مناسباً للجميع، وإذا لم يظهر فائدة فليس بالضرورة أن يكون الشخص قد أخط، بل قد لا يتوافق معه أسلوبه. كما أشاروا إلى أن وجود أعراض صحة نفسية سابقة أو المشاركة في خلوت تأمل سكنية طويلة يمكن أن يزيد من احتمال ظهور آثار جانبية.


