توضح الأبحاث أن التدخين من أخطر العادات الصحية في العالم، فهو يهدد حياة الملايين من الرجال والنساء على حد سواء. وتبين الدراسات الحديثة أن النساء يتأثرن بشكل أعمق بالأضرار الناتجة عن التدخين مقارنة بالرجال، بسبب اختلاف طرق استقلاب التبغ وتغيرات هرمونية. وتؤدي هذه العوامل إلى مخاطر مزدوجة على الصحة الإنجابية والوظائف الحيوية الأخرى. وتظهر النتائج أن التدخين يترك آثاراً سلبية على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية بشكل عام.

تأثير التدخين على الخصوبة والصحة الإنجابية

يؤثر التدخين مباشرة في الجهاز التناسلي للمرأة، حيث يسبب اضطرابات هرمونية وعدم انتظام الدورة الشهرية وتراجع جودة البويضات. كما يزيد من احتمال انقطاع الطمث المبكر، وهو ما يقلل فرص الحمل الطبيعية. وفي حالات الحمل، يرفع التدخين مخاطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود ومشكلات النمو العصبي للجنين. وتزداد هذه المخاطر عندما تكون الأم مدخنة، ما يعرض الأم والجنين للخطر حتى بعد الولادة.

كما يؤثر التدخين في قدرة الرحم على دعم الحمل وتوازن الهرمونات المسؤولة عن التلقيح والنمو. وتقل جودة بطانة الرحم وتزداد احتمالات اضطرابات الدورة. وتضعف استجابة الرحم للمحفزات الطبيعية للحمل.

وفي حالات الحمل، يزداد الخطر عندما تستمر المرأة في التدخين، حيث يمكن أن يسبب الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود ومشكلات النمو العصبي للمولود. كما ترتفع احتمالية اضطرابات المشيمة التي تهدد حياة الأم والجنين معًا. وتستمر هذه المخاطر حتى بعد الولادة وتؤثر على صحة الطفل ومناعة الأم. لذلك فإن الإقلاع قبل أو أثناء الحمل يوفر حماية كبيرة لهما.

التدخين السلبي وخطره

لا يتوقف الضرر عند المدخن نفسه، بل يمتد إلى الأشخاص المحيطين به. وتبين الأبحاث أن التعرض للدخان السلبي يزيد من مخاطر التهابات الجهاز التنفسي لدى النساء وحدوث مشاكل قلبية. كما يؤدي إلى اضطرابات في مستويات الهرمونات الأنثوية، ما يؤثر على الصحة الإنجابية. كما يؤثر على صحة الأطفال المستنشقين للدخان داخل المنزل، حيث تزيد مخاطر الربو وضعف المناعة والتهابات الأذن المتكررة والوفاة الرضعية في بعض الحالات.

الأضرار الخفية لدى المرأة

تشير الدراسات إلى أن التدخين يضعف العظام ويقلل امتصاص الكالسيوم في الجسم، مما يجعل النساء أكثر عرضة لحدوث هشاشة العظام خاصة بعد سن الأربعين. كما يسبب تضييق الأوعية وتراكم الدهون في الشرايين، وهو ما يزيد من احتمالات الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم. وتكون هذه المخاطر مضاعفة مقارنة بالرجال بسبب اختلاف تركيب الأوعية الدموية وتأثير الهرمونات الأنثوية. كما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب مع مرور الوقت.

نصائح الإقلاع عن التدخين

تشير الخبرة إلى أن الإقلاع عن التدخين ليس مستحيلاً، بل يتطلب إرادة ودعمًا اجتماعيًا. حدد تاريخًا دقيقًا للإقلاع وتخلص من جميع السجائر والولاعات في المنزل. استبدل التدخين بعادات صحية مثل مضغ العلكة الخالية من السكر أو تناول الفاكهة، واطلب دعم العائلة والأصدقاء أو برامج الإقلاع. اشرب الماء وابقَ نشيطًا بدنيًا للمساعدة في السيطرة على الرغبة في التدخين.

شاركها.
اترك تعليقاً