أظهرت دراسة حديثة ضمن مشروع CARDIA أن تناول منتجات الألبان كاملة الدسم بشكل معتدل ليس بالضرورة ضارًا بصحة القلب، بل قد يسهم في توازن الكوليسترول وتحسين صحة القلب بشكل عام. وأوضحت النتائج أن الدهون الموجودة في الحليب الكامل الدسم تحتوي على أحماض دهنية مفيدة ترفع مستوى الكوليسترول الجيد وتقلل الالتهابات. كما أشارت إلى أن من يتناولون كميات مناسبة من منتجات الألبان كاملة الدسم يظهرون توازنًا في نسب الدهون بالجسم ومؤشر كتلة الجسم بشكل أفضل. وتؤكد النتائج كذلك أن الحليب الكامل الدسم قد يساهم في تقليل تراكم الكالسيوم في الشرايين التاجية، وهو مؤشر رئيسي لصحة القلب.

نتائج الدراسة وتداعياتها

أجريت الدراسة على أكثر من 3000 مشارك لمدة تجاوزت عشرين عامًا، ووجدت أن تناول الحليب كامل الدسم ومنتجات الألبان بانتظام كان مرتبطًا بانخفاض تراكم الكالسيوم في الشرايين التاجية. كما أشارت النتائج إلى أن الأحماض الدهنية المفيدة الموجودة في منتجات الألبان الكاملة ترفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتقلل من الالتهابات، وهو ما يدعم صحة الأوعية الدموية والقلب. وأظهرت النتائج أن من تناولوا كميات كافية من منتجات الألبان كاملة الدسم كان لديهم توزيع دهون أكثر توازنًا وبقاء BMI ضمن النطاق الصحي.

إرشادات الاعتدال في استهلاك الألبان

تشير النتائج إلى أن العلاقة بين الحليب كامل الدسم وصحة القلب ليست بسيطة كما قد يُعتقد. يجب النظر إلى النظام الغذائي ككل وتوازن الأطعمة الصحية مع النشاط البدني. ينصح الخبراء باختيار الكمية المناسبة من منتجات الألبان كاملة الدسم وفق الاحتياجات الصحية ونمط الحياة، مع الإبقاء على الحليب كمصدر رئيسي للكالسيوم والبروتين وفيتامين د.

فوائد إضافية للحليب

يسهم الحليب في تعزيز كثافة العظام لدى الأطفال والبالغين. يساعد في بناء عظام أقوى ويقلل مخاطر الكسور مع التقدم في العمر. كما يدعم وجود الكالسيوم والبروتين وفيتامين د الضروريين لصحة العظام.

يساهم الحليب في تنظيم الشهية والشعور بالشبع. هذا التأثير يساعد في تقليل الإفراط في تناول الطعام والحفاظ على وزن مستقر. ومع ذلك، يظل الاعتماد على نمط غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم أساسياً.

يسهم الحليب في تقليل خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني من خلال تحسين توازن سكر الدم. يُعتقد أن بروتينات الحليب ودهونه الصحية تساهم في استقرار مستويات السكر. تبقى الحاجة للمزيد من الأبحاث لفهم الآليات وتحديد الجرعة المناسبة، لكن النتائج المتوفرة تدعم دوره كجزء من نمط غذائي صحي.

يساعد وجود الكالسيوم والبروتين وفيتامين د في الحليب على دعم تكوين عظام الجنين أثناء الحمل. كما يساهم استهلاك كميات كافية من الألبان أثناء الحمل في بناء عظام قوية للجنين. يُنصح بتحديد الحصص مع الطبيب أو أخصائي تغذية وفق الاحتياجات الصحية لكل امرأة حامل.

شاركها.
اترك تعليقاً