تنبه التقارير إلى أن بعض المكملات الغذائية وبعض المضادات الحيوية ليست طريقاً مباشراً نحو الشفاء أو تعزيز المناعة. لكن الجسم قد يبعث برسائل إنذارية حين يختل توازنه الداخلي، وتظهر هذه الرسائل في صورة إسهال مفاجئ يربك الجهاز الهضمي ويهدد توازن السوائل والمعادن في الجسم. وفقاً لتقرير طبي منشور، فإن بعض الفيتامينات والمعادن وأنواع محددة من المضادات الحيوية قد تحدث اضطراباً في الأمعاء عبر آليات تتعلق إما بامتصاص الماء أو بتأثيرها في البكتيريا النافعة.
أثر المكملات والمعادن على الأمعاء
تظهر أمثلة مثل فيتامين C عند جرعات زائدة عن الحد اليومي الموصى به، حيث تقارب 2000 ملغ للبالغين، فيبدأ الجسم بطرد الكميات الزائدة عبر الأمعاء فتسبب إسهالاً تناضحياً. يسحب الماء إلى داخل الأمعاء فلا يمتص بشكل طبيعي. كما أن المغنيسيوم، وهو معدن أساسي لوظائف العضلات والأعصاب، عندما يزداد تناوله عبر المكملات أو مضادات الحموضة قد يؤدي إلى استرخاء جدار الأمعاء وزيادة تدفق الماء وحدوث الإسهال. كما أن الزنك، رغم دوره المناعي، عند زيادة تركيزه في القناة الهضمية يجذب الماء ويحدث اضطراباً مشابهاً.
زيت السمك وتأثيره المحتمل
يقبل كثير من الناس على مكملات زيت السمك الغنية بالأوميغا-3 لتحسين صحة القلب والدماغ، وهي مفيدة غالباً. لكن طبيعتها الدهنية العالية قد تعمل كملين، فتجعل الفضلات أكثر ليونة وتسرع مرورها عبر الأمعاء. ومع أن الإسهال غالباً ما يخف مع التعود على الاستخدام، فإن استمرار الأعراض يستدعي استشارة الطبيب لتعديل الجرعة أو النوع.
المضادات الحيوية.. سلاح ذو حدين
عندما يصف الطبيب مضاداً حيوياً لعلاج عدوى بكتيرية، فهو يستهدف البكتيريا الضارة، لكن الأدوية قد تضر أيضاً بالبكتيريا النافعة في الأمعاء. وغياب التوازن المعوي يقود إلى نمو بكتيريا ضارة مثل المطثية العسيرة التي تفرز سموماً تهاجم بطانة الأمعاء وتسبب إسهالاً حاداً مع ألم وبخاصة إذا استمر العلاج لفترة طويلة أو لم يصاحب بتغذية داعمة بالبروبيوتيك. يوصى بمرافقة العلاج بمصادر طبيعية من البكتيريا المفيدة مثل الزبادي أو مكملات البروبيوتيك لاستعادة التوازن وتقليل الأعراض.
الوقاية والتعامل مع الإسهال المرتبط بالتناول
تبدأ الوقاية بالوعي عند استخدام هذه العلاجات، فليس دائماً يلزم التوقف عن العلاج، بل يمكن إعادة النظر في الجرعة وتقسيمها إلى جرعتين يومياً أو تناولها بعد الأكل لتهدئة المعدة. كما يساعد تجنّب المحليات الصناعية في الحد من تهيج الأمعاء والحد من الإسهال. كما يفيد شرب الماء بكثرة وتناول الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان في تنظيم حركة الأمعاء وتخفيف الأعراض. وفي جميع الأحوال تبقى استشارة الطبيب خطوة أساسية لتحديد السبب الدقيق للإسهال خاصة إذا صاحبها جفاف أو استمر أكثر من يومين.


