يعلن الدكتور نهار ديساي أن الشاي يشكل خطراً على نمو الأطفال الصغار إذا أُجبروا على شربه، خاصة قبل بلوغهم الثانية عشرة. ويؤكد أن الشاي يحتوي على كافيين وأكسالات وتانينات، وهذه المواد تعيق امتصاص المعادن الحيوية مثل الحديد والكالسيوم الضروريين للنمو. كما يحذر من أن الشاي قد يؤثر سلباً على نمو الطفل وامتصاص العناصر الغذائية الأساسية في هذه المرحلة الحساسة. ويؤكد أن الشاي لا يقدم فائدة غذائية حقيقية، وإنما قد يسبب اضطرابات صحية مع الزمن إذا ظل شائعاً في النظام الغذائي للأطفال.
أسباب ضرر الشاي أثناء النمو
أولاً، يحد الشاي من امتصاص الحديد بسبب مركبات التانينات الموجودة فيه، وتزداد المشكلة عند الأطفال الذين يعتمدون على الحديد من المصادر النباتية. يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بنقص الحديد والأنيميا ووقف نمو بعض الوظائف الحيوية. كما يؤثر التانين على امتصاص المعادن الأخرى المرتبطة بالنمو، مما يجعل التغذية المتوازنة أقل فاعلية. بناءً على ذلك، ينصح الأطباء بعدم تقديم الشاي مع الوجبات الأساسية أو كبديل عن الماء.
ثانياً، يؤثر الكافيين الموجود في الشاي على النوم ويزيد من اليقظة بشكل مؤقت، لكن تناوله بكميات كبيرة قد يسبب القلق وصعوبة النوم وتشتت الانتباه عند الأطفال. وتزداد المشكلة مع الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى نومٍ هادئ ونموٍ صحي، فتكفي جرعات قليلة من الكافيين لإحداث آثار سلبية. كما أن النوم المتقطع يؤثر سلباً على التركيز والتعلم في المدرسة. لذا يوصي الدكتور ديساي بتجنب الشاي للأطفال قبل سن المدرسة وعلى مدار اليوم.
ثالثاً، يمنع الشاي امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك بسبب وجود الأوكسالات والتانينات. وهذا يعوق النمو الطبيعي ويؤثر على صحة العظام والأنسجة. كما أن تراكم الأوكسالات في الجسم قد يسبب مشاكل في الكلى والعظام مع مرور الزمن. وبناءً عليه، يجب الحد من استهلاك الشاي وعدم تقديمه مع وجبات تحتوي على هذه المعادن.
رابعاً، يسبب الشاي الجفاف بسبب صفته المدرّة للبول، وبالتالي يفقد الجسم السوائل والمعادن الضرورية أثناء الجو الحار أو عند النشاط البدني. ويكون الأطفال أكثر عرضة لهذه التأثيرات إذا ارتبطت بشرب الشاي مع كميات كبيرة من المياه. كما أن الجفاف المستمر يرفع خطر اضطرابات صحية أخرى ويسبب قلة التركيز والتعب. لذلك من المهم الاعتماد على مصادر ترطيب أخرى خلال اليوم.
خامساً، لا يوفر الشاي قيمة غذائية ملحوظة؛ فهو لا يحتوي على فيتامينات أو معادن مفيدة تدعم نمو الطفل أو تقوية جهازه المناعي بشكل فعّال، وبالتالي لا يُعد خياراً مغذياً ضمن نظامه الغذائي اليومي. بدلاً من الشاي، يوصي الدكتور ديساي بتوفير خيارات أكثر فائدة غذائياً للأطفال خلال ساعات اليوم. ويؤكد أن استبدال الشاي بمشروبات غنية بالماء والمتابعة التغذوية تساعد في تعزيز صحة النمو بشكل مباشر.
بدائل صحية أفضل للأطفال
بدلاً من الشاي، ينصح الدكتور ديساي الآباء بالتركيز على مشروبات طبيعية تغطي احتياجات النمو وتوفر الترطيب اللازم. ويشير إلى أن ماء جوز الهند من أبرز الخيارات الطبيعية لترطيب الجسم وتزويده بالالكتروليتات والمعادن الأساسية لصحة الجهاز الهضمي والعظام. كما يمكن تقديم حليب اللوز كبديل غني بالكالسيوم وفيتامين د، مع التنسيق مع مصادر البروتين الأخرى مثل حليب الصويا أو الحليب البقري حسب الحاجة. وتعتبر العصائر الطبيعية من الخيارات الممتازة لإدخال الفيتامينات والمعادن والألياف بطريقة محببة وآمنة.
ماء جوز الهند يعد من أفضل المصادر الطبيعية للترطيب، فهو يحتوي على الكهارل والمعادن الضرورية ولا يضيف أعباء كبيرة للجهاز الهضمي. ويُفضل أن تكون هذه المشروبات بدون سكر مضاف أو إضافات صناعية، وتُقدم كجزء من وجبة متكاملة مع وجود طعام متوازن. كما أن اختيار مكونات العصائر من مصادر طبيعية مثل السبانخ والجزر والفاكهة يساعد في تعزيز التغذية اليومية دون الاعتماد على الشاي. يجب على الأهالي التنويع في المشروبات وتقديم خيارات صحية تساهم في نمو سليم ونشاط الطفل.
حليب اللوز يعتبر مصدرًا جيداً للكالسيوم وفيتامين د ويمكن تقديمه كمكمل مع مصادر البروتين الأخرى، مع الحرص على اختيار منتجات مدعمة إذا كان الحليب النباتي الخيار الأساسي. يمكن أن يمتزج حليب اللوز ببروتينات أخرى مثل حليب الصويا أو الحليب الحيواني حسب توافر الخيارات والاحتياجات الصحية للأسرة. كما ينبغي الانتباه إلى أن بعض أنواع حليب اللوز التجاري قد تحتوي على سكر مضاف؛ لذا يفضل اختيار الأنواع غير المحلاة أو المصممة خصيصاً للأطفال. بتوفير هذه البدائل، يمكن ضمان نمو صحي وتدعيم عظام وأسنان قوية بشكل أفضل من الاعتماد على الشاي.
عصائر الفواكه والخضراوات الطبيعية تساعد في إدخال العناصر الغذائية المهمة إلى النظام الغذائي للأطفال بصورة ممتعة، وتوفر فيتامينات وألياف وأحياناً معادن. يمكن تحضيرها من السبانخ والجزر والأناناس والموز والتوت لتلبية احتياجاتهم الغذائية مع الحفاظ على طعم مقبول لديهم. وتُعد هذه العصائر خياراً صحياً كما يمكن تنظيم تحضيرها بحيث تكون جزءاً من وجبة أو كوجبة خفيفة خلال اليوم. رغم ذلك، يجب الانتباه إلى احتواء العصائر على سكر طبيعي من الفاكهة وتجنب الإضافات السكرية غير الضرورية.


