أعلنت الهيئة المسؤولة عن المتحف المصري الكبير افتتاح أبوابه ليعرض كنوز الحضارة المصرية العريقة. وأشادت صحيفة ABC الإسبانية بالمشروع بوصفها ليس مجرد حجارة بل مزيجاً من الزجاج والطموح ليكون رمزاً للترف الثقافي. استمرت الافتتاحية الرسمية للمتحف ثلاثة أيام، وشهدت حضور كبار الشخصيات من الملوك والسلاطين والمشاهير والقادة من أنحاء العالم. يضم المتحف أكثر من 20,000 قطعة أثرية جديدة لم تُعرض للجمهور من قبل.

تحفة معمارية على أرض الأهرامات

تلفت الأنظار عند الدخول تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني يتصدر الردهة الرئيسية بارتفاع 12 متراً. يقع المتحف على هضبة الجيزة في موقع استراتيجي يوفر إطلالات رائعة على الأهرامات، حيث يدمج التصميم المعماري الماضي مع الحاضر في إطار مميز. يسهم الشكل المعماري في إبراز تفرّد هذا المعلم ويجعل من الوصول إليه تجربة بحد ذاته. وتحيط به منظومة من المرافق والخدمات التي تعزز راحة الزوار أثناء جولتهم.

رحلة عبر الزمن مع توت عنخ آمون

يحتفظ GEM بكل مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك القناع الذهبي الشهير الذي أصبح رمزاً للثقافة الفرعونية. لأول مرة في التاريخ، تُعرض مجموعة الملك الشاب بشكل كامل، ما يجعلها من أغنى المقتنيات الملكية المسجلة تاريخياً. يعزز هذا العرض موقع المتحف كمرجع رئيسي للمقتنيات الملكية والفنون الفرعونية. يتوقع أن يساهم وجود المجموعة بشكل بارز في تعزيز تجربة الزوار وتكوين صورة شاملة عن عصر توت عنخ آمون.

الراحة والتفاعل مع التاريخ

إلى جانب المعروضات الثمينة، يوفر المتحف تجربة تتيح التفاعل مع التاريخ من خلال استكشاف المعارض عبر مساحات واسعة. يمكن للزوار التنقل بين المعارض على مساحة 480,000 متر مربع، ما يجعل المتحف نقطة اتصال حية مع الماضي المصري العظيم. يضم أيضاً مطاعم فاخرة وتراسات بإطلالات خلابة تعزز تجربة الزوار أثناء رحلتهم عبر العصور. يهدف التصميم إلى توفير الراحة والرفاهية مع الحفاظ على قيم العرض الأثري.

رمز قومي واقتصادي

يعد المتحف رمزاً للفخر القومي المصري ومكانة مصر على الساحة الدولية من خلال ما يُعرف بالقوة الناعمة. يتوقع أن يستقطب نحو خمسة ملايين زائر سنوياً، وهو رقم يجعل منه مصدرًا رئيسيًا للإيرادات الاقتصادية للبلاد. إضافة إلى ذلك، يسهم GEM في تعزيز قطاع السياحة والثقافة وتطوير البنية التحتية المرتبطة به. تشكل هذه المعالم جزءاً من رؤية مصر للمستقبل في المجال الثقافي والاقتصادي.

التحديات والتطلعات

واجه المشروع تحديات أبرزها التوترات السياسية في المنطقة والاضطرابات الاقتصادية والكوارث الطبيعية. وعلى الرغم من هذه العقبات، يظهر GEM كقيمة استثنائية في عالم المعارض والمتاحف، وهو ما يعزز مكانة مصر كوجهة عالمية للثقافة. يهدف المشروع إلى توسيع الحضور الثقافي وتقديم تجربة فريدة تسمح للزوار بالوصول إلى تاريخ غني ومتكامل. إنه يعمل كمحفز للتعليم والتبادل الثقافي وفتح آفاق جديدة للبحث والابتكار في مجال المتاحف.

حارس التاريخ

من بين القطع البارزة تمثال ضخم لرمسيس الثاني يقف في الردهة كمرجع تاريخي بارز، حاكم الأسرة التاسعة عشر. يزن التمثال أكثر من 80 طناً ويجسد رسالة الماضي إلى الحاضر، معبراً عن عمق الإرث المصري. يمثل هذا العمل حجر الزاوية في العرض وغاية الوصول إلى فهم الحضارة المصرية القديمة عبر العصور.

شاركها.
اترك تعليقاً