أعلنت شركة أوبن إيه آي سعيها للحصول على دعم حكومي مباشر وغير تقليدي لتمويل خططها لبناء أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في تاريخ الولايات المتحدة.

لم يكن الطلب لضمانات قروض مباشرة، بل كان دعوة لتوسيع نطاق ائتمان الاستثمار في التصنيع المتقدم ليشمل البنية التحتية الحيوية للذكاء الاصطناعي مثل مراكز البيانات المتخصصة وخوادم الذكاء الاصطناعي التي تحتاجها الشبكات الكهربائية لتشغيلها.

تسعى المطالب إلى خفض تكلفة رأس المال وتقليل مخاطر الاستثمار المبكر في منشآت باهظة الثمن، وفتح الباب أمام تدفقات مالية خاصة هائلة لتسريع البناء داخل البلاد.

مطالب استراتيجية

لم تقتصر المطالب على الجانب المالي، بل قدمت خطة متكاملة لدعم البنية التحتية الوطنية للذكاء الاصطناعي تشمل تسريع إجراءات التصاريح والمراجعات البيئية للمشروعات وتخفيض أوقات الانتظار في سباق عالمي محتدم.

كما طالبت الخطة بإنشاء احتياطي استراتيجي حكومي للمعادن الأساسية مثل النحاس والألمنيوم والمعادن النادرة اللازمة لتصنيع مكونات مراكز البيانات وشبكات الطاقة.

الطفل المدلل

جاءت الرسالة وسط جدل أثاره تصريح سابق للمديرة المالية للشركة حول فكرة الضمانات الحكومية للقروض.

سارع الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى حسم الجدل، مؤكداً أن أوبن إيه آي لا تسعى ولا ترغب في الحصول على ضمانات حكومية مباشرة لقروض مراكز بياناتها، قائلاً: «نؤمن بأن الحكومات لا يجب أن تختار الفائزين أو الخاسرين، وأن دافعي الضرائب لا ينبغي أن يتحملوا خسائر الشركات التي تتخذ قرارات تجارية سيئة».

ومع ذلك، أشار ألتمان إلى أن الشركة ناقشت فكرة الضمانات في سياق برامج الدعم الأوسع المتعلقة ببناء مصانع أشباه الموصلات، موضحاً أن الهدف هو خلق بيئة جاذبة للاستثمار الخاص، وليس البحث عن «إنقاذ حكومي».

التزام بـ 1.4 تريليون

تكشف هذه المناشدة عن حجم التحدي المالي واللوجستي الذي تواجهه الشركة، حيث تتوقع أوبن إيه آي تحقيق إيرادات سنوية تتجاوز 20 مليار دولار بنهاية عام 2025، مع طموح بالنمو إلى مئات المليارات بحلول عام 2030.

كما رصدت الشركة التزامات رأسمالية هائلة بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال السنوات الثماني المقبلة لتمويل البنية التحتية اللازمة لتحقيق طموحاتها في الذكاء الاصطناعي العام (AGI).

يؤكد هذا الرقم الفلكي أن سباق الذكاء الاصطناعي تحول من سباق خوارزميات إلى «حرب التريليونات» على الطاقة والبنية التحتية، وتأمل أوبن إيه آي أن تدفع واشنطن الثمن الباهظ لتبقى في المقدمة.

شاركها.
اترك تعليقاً