أوضح الدكتور إريك بيرج أن انتشار المكملات الغذائية في الأسواق جعل الكثيرين يعتقدون أنها آمنة ومفيدة للجميع، بينما يحذر خبراء آخرون من وجود أشكال صناعية يصعب امتصاصها وتكون أقل فاعلية أو قد تضر بالصحة عند استخدامها دون إشراف طبي. يبين التقرير أن هناك سبع مكملات غذائية شائعة تستدعي التعامل معها بحذر وفق آراء الخبراء. ترى نتائج المختصين ضرورة الاعتماد على مصادر طبيعية للفيتامينات والمعادن قبل اللجوء للمكملات، وتطرح أسئلة حول الحاجة الفعلية لها. تهدف المقالة إلى عرض بدائل آمنة وتوضيح المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدامها.

في هذا التقرير يتم عرض سبع مكملات غذائية شائعة تستدعي الحذر، مع توضيح سياق استخدامها وأي آثار جانبية محتملة. تشرح الفقرات اللاحقة كيف أن بعض الأشكال الاصطنائية تقاوم الامتصاص وتقل فاعليتها وربما تسهم في أضرار صحية. كما تؤكد أن الاستعانة بطبيب مختص ووصفات موثوقة يساعدان في تجنب المخاطر المحتملة وتحديد الاحتياج الفعلي للجسم. يهدف الأسلوب إلى تقديم معلومات مبسطة وموثوقة تسهل اتخاذ قرار مدروس عند اختيار المكملات.

فيتامين أ الصناعي

يتناول هذا الجزء فيتامين أ كعنصر أساسي لصحة العيون والمناعة ونمو الخلايا. لكن الأشكال الاصطناعية منه مثل ريتيات بالميتات وريتينول أسيتات لا تتم امتصاصها بفعالية داخل الجسم. قد يؤدي الإفراط في استخدامها إلى تراكم في الكبد وأنسجة دهنية، ما يسبب مشكلات صحية خطيرة بما في ذلك تسمم الكبد وتغيرات في الشعر. يوصي الخبراء بالحصول على فيتامين أ من مصادر طبيعية كصفار البيض والكبد وزيت كبد الحوت والخضروات الغنية ببيتا كاروتين مثل الجزر والبطاطا الحلوة.

فيتامين ب 12 الصناعي (سيانوكوبالامين)

فيتامين ب12 ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء ودعم الجهاز العصبي. لكن الشكل الصناعي منه سيانوكوبالامين يحتوي على آثار من مادة السيانيد، وهي مادة سامة بكميات كبيرة. كما أن استخدامه قد يقلل من مستويات الجلوتاثيون، وهو أحد أهم مضادات الأكسدة في الجسم. البديل الأفضل هو الميثيل كوبالامين، وهو شكل طبيعي يسهل امتصاصه ويتواجد في الأطعمة الحيوانية كاللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان.

الحديد الصناعي (كبريتات الحديدوز)

الحديد معدن أساسي لتكوين الهيموغلوبين ونقل الأكسجين إلى الخلايا، ولكنه موجود في شكل كبريتات الحديدوز الذي قد يكون قاسيًا على الكبد ويسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإمساك. كما أشارت دراسات إلى أن فرط استخدامه قد يعزز الإجهاد الكبدي ويرفع مخاطر الإصابة بمرض السكري. البدائل الآمنة تشمل مصادر غذائية مثل الكبد البقري واللحوم الحمراء والبقوليات والسبانخ، إضافة إلى تناول أطعمة غنية بفيتامين C لتعزيز امتصاص الحديد.

حمض الفوليك الصناعي (فيتامين ب9)

يستخدم حمض الفوليك على نطاق واسع في المكملات والأطعمة المدعمة، وهو مهم للنساء في فترة الخصوبة. لكن يواجه نحو ثلث السكان صعوبة في تحويله إلى شكله النشط بسبب طفرة في جين MTHFR. هذا التراكم قد يؤدي إلى اضطرابات في استقلاب فيتامينات أخرى وزيادة مخاطر أمراض القلب. البديل الآمن هو حمض الفوليك النشط (ميثيل فولات) أو الحصول عليه من الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والبروكلي والخس.

أكسيد المغنيسيوم وفيتامين د2 الصناعي

على الرغم من أن المغنيسيوم من المعادن الأساسية لوظائف العضلات والأعصاب، فإن شكله الصناعي أكسيد المغنيسيوم يُمتص بفعالية منخفضة وغالباً ما يسبب الإسهال واضطرابات المعدة. كما أن فيتامين د في الشكل الصناعي D2 أقل فاعلية من الشكل الطبيعي D3، وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى اختلالات في مستويات الكالسيوم والفوسفور بالدم. ينصح باختيار أشكال مغنيسيوم أكثر قابلية للامتصاص مثل سترات المغنيسيوم، مع مراعاة استشارة الطبيب لتحديد حاجة الشخص. وبالنسبة لفيتامين D، يفضل الاعتماد على الشكل الطبيعي D3 والتعرض للشمس كعامل مساعد ضمن حدود آمنة.

بيتا كاروتين الصناعي

يؤدي البيتا كاروتين دورًا كمضاد أكسدة يتحول في الجسم إلى فيتامين أ، إلا أن الأبحاث أشارت إلى أن الشكل الصناعي قد يكون ضارًا للمدخنين ويرتبط بزيادة خطر سرطان الرئة. لذا يفضل الحصول على البيتا كاروتين من مصادر طبيعية كالجزر والمانجو والقرع والسبانخ. لا يوصى بالاستخدام الروتيني للمكملات التي تحتويه عندما يكون الهدف دعم الصحة العامة بدون وجود نقص محدد.

كربونات الكالسيوم

تُستخدم كربونات الكالسيوم في كثير من مكملات الكالسيوم المتاحة دون وصفة، لكنها مشتقة عادة من الصخور والمعادن مما يجعل امتصاصها ضعيفاً وقد يؤدي لتراكم المعادن في الشرايين والكلى مع مرور الوقت. وهذا التراكم قد يزيد من مخاطر النوبات القلبية وحصوات الكلى. البديل الأفضل هو سترات الكالسيوم التي تعد أكثر قابلية للامتصاص وتناسب المعدة بشكل أفضل.

شاركها.
اترك تعليقاً