تشير التقارير العالمية إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل المحرك الأكبر القادم للإنتاجية في الاقتصادات الكبرى، وتؤكد أن هذا التحول قد يصاحبه تصحيح حاد في أسواق الأسهم وتغيير جذري في طبيعة الوظائف وربما فقدان ملايينها.
يؤكد محافظ بنك إنجلترا أن AI يحمل وعداً هائلاً بتحسين الإنتاجية، وهو ما يحد من التضخم على المدى الطويل، لكنه يحذر من تفاؤل مفرط قد يؤدي إلى فقاعة في التقييمات الحالية لأسهم التكنولوجيا، وقد يسبب انفجارها ضغوطاً انكماشية على الاقتصادات العالمية، بما فيها المملكة المتحدة.
التهديد المباشر
تشير التقارير من مؤسسات عالمية مثل جي بي مورغان إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ فعلياً التأثير في الوظائف، خصوصاً ما يُعرف ب”وظائف العمال المعرفيين”، وإن كانت النقاشات العامة غالباً تصف الاستبدال بأنه مشكلة الغد.
لوحظ تباطؤ في نمو الوظائف عبر بعض القطاعات التقنية (مثل الحوسبة السحابية وتصميم أنظمة الكمبيوتر) بعد إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في أواخر 2022.
الخطر الأكبر
بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الوظائف التي تواجه أعلى مخاطر الأتمتة تمثل نحو 28% من إجمالي الوظائف في الدول الأعضاء.
نماذج اللغات الكبيرة قادرة على أداء مهام مثل تلخيص المستندات، استخراج المحتوى، والبحث الدلالي، وهذا يجعل وظائف مثل موظفي الاتصالات الهاتفية والمهن القانونية والإدارية في مستوياتها الأولية في خطر.
في المقابل، تؤكد المؤسسات البحثية أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة للاستبدال، بل محفز للتحول وخلق فرص لم تكن موجودة سابقاً.
تتوقع تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي أن النمو العالمي سيخلق 170 مليون وظيفة جديدة، مع أن فقدان 92 مليون وظيفة حالية سيؤدي إلى نمواً صافياً في التوظيف بحلول عام 2030.
تتوقع التقارير أن 70% من المهارات المستخدمة في معظم الوظائف ستتغير بحلول عام 2030، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي عاملاً مُمكّناً وليس بديلاً كاملاً.
أدوار لم تكن موجودة
يتصدر مهندس الذكاء الاصطناعي قائمة الوظائف الأسرع نمواً عالمياً، وهو ما يشير إلى أن وظيفة الغد قد لا تكون موجودة اليوم. بشكل عام، يعتمد مستقبل الوظائف على الشراكة بين الإنسان والآلة، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية، بينما يترك البشر للتركيز على الإبداع والمهام الاستراتيجية عالية القيمة.


