أعلن فريق دولي من علماء الفلك عن اكتشاف كوكب نادر يُحتمل أن يكون صالحاً للحياة، يقع على بُعد قريب نسبياً من الأرض، إذ يبعد 19 سنة ضوئية فقط.

معلومات رئيسية عن GJ 251 c

يُعرف هذا الكوكب باسم GJ 251 c، ويدور ضمن المنطقة الصالحة للحياة حول نجمه القزم الأحمر، حيث قد تسمح درجات الحرارة بتواجد ماء سائل على سطحه، ما يجعله هدفاً مثالياً لدراسة الغلاف الجوي والكشف عن أي علامات محتملة للحياة.

يُعد هذا الاكتشاف الأقرب من نوعه إلى الأرض حتى الآن، ويتيح للعلماء فرصة نادرة لمراقبة كوكب صخري خارج نظامنا الشمسي باستخدام التلسكوبات الحديثة، ما يفتح آفاقاً جديدة في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض.

استند الاكتشاف إلى أكثر من عقدين من بيانات السرعة الشعاعية، تضمنت أكثر من 900 رصد دقيق باستخدام أجهزة متقدمة مثل HPF وNEID وKeck/HIRES وSPIRou وCARMENES.

وأظهرت النتائج أن كتلة الكوكب تقدر بحوالي 3.84 أضعاف كتلة الأرض، مع احتمال تفاوت يصل إلى 0.75 كتلة أرضية، أي أن كتلته قد تتراوح تقريباً بين 3.09 و4.59 أضعاف كتلة الأرض.

ويدور الكوكب ضمن المنطقة المعتدلة حول نجمه، ما يجعل وجود مياه سائلة على سطحه احتمالاً قائماً، وبالتالي يُعتبر هدفاً مثالياً لدراسة غلافه الجوي والبحث عن أي علامات للحياة.

واجه العلماء تحدياً كبيراً في فصل الإشارة الكوكبية عن الضوضاء الناتجة عن النشاط المغناطيسي للنجم، إذ تُظهر الأقزام الحمراء غالباً تقلبات مغناطيسية يمكن أن تنتج إشارات مضللة. لكن من خلال استخدام نماذج تحليل متعددة الألوان ومؤشرات النشاط النجمي المختلفة، تأكد الباحثون أن الإشارة التي اكتشفوها تعود للكوكب نفسه، وليست مجرد تأثير للنشاط النجمي. كما ساعدت البيئة النجمية الهادئة ومعدل دوران النجم الطويل على الحصول على قياسات دقيقة وموثوقة.

آفاق مستقبلية وآثار البحث

يمثل GJ 251 c هدفاً مثالياً للتصوير المباشر للكواكب الأرضية عبر ضوء النجوم المنعكس، وهو ما سيمكن العلماء قريباً من دراسة تركيب غلافه الجوي ودرجات حرارته وربما رصد غازات حيوية مثل الأكسجين والميثان وثاني أكسيد الكربون.

ومع دخول التلسكوبات العملاقة قيد التشغيل خلال العقد القادم، قد يصبح هذا الكوكب أول كوكب صخري قريب يمكن دراسة غلافه الجوي مباشرة، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الكواكب الأرضية القريبة من نظامنا الشمسي وتعزيز البحث عن الحياة خارج الأرض.

شاركها.
اترك تعليقاً