أعلن فريق بحث من جامعة كاليفورنيا نتائج جديدة تشير إلى أن التفاؤل وتقدير الذات والدعم الاجتماعي العالي لدى الآباء قد يسهم في صحة الأم والجنين، ويؤثر في مسار الحمل. وقد اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 217 زوجاً من الأم والزوج شاركوا في دراسة شبكة صحة الطفل المجتمعية عبر 5 مواقع في الولايات المتحدة. كما قدّمت الأمهات عينات دم خلال فترة الحمل، وحُلل بروتين سي التفاعلي كعلامة التهابية مرتبطة بخطر الولادة المبكرة، وأكمل كلا الوالدين استبيانات لتقييم سمات المرونة كالتفاؤل وتقدير الذات والدعم الاجتماعي.
أظهرت النتائج أن مرونة الأب العالية ترتبط بانخفاض الالتهاب لدى الأم، ما ينبئ بفترة حمل أطول وأكثر صحة للجنين. كما أن وجود أب واثق في نفسه وداعم قد يسهم في سلوكيات يومية أكثر إيجابية، مثل تحضير وجبات صحية وتقديم التشجيع وتخفيف التوتر في المنزل. وتشير الأبحاث السابقة أيضاً إلى أن التوتر المزمن يمكن أن يزيد الالتهاب أثناء الحمل، وأن الروابط العاطفية قد تؤثر في المزاج وحتى في الجهاز المناعي.
مخاطر الولادة المبكرة وأهميتها
تُعرف الولادة المبكرة بأنها ولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل، وتعد سبباً رئيسياً لوفيات الرضع ومضاعفات صحية مدى الحياة. وتوضح الدراسة أن ارتفاع الالتهاب لدى الأم يعتبر عامل خطر مثبت يرتبط بهذه الولادة. بينما تشير النتائج إلى أن مرونة الأب قد تلعب دوراً في تقليل الالتهاب لدى الأم وتطويل مدة الحمل، لكن الدراسة لم تثبت علاقة سببية.
دلالات وتوجيهات عملية
لا تشير النتائج إلى علاقة سببية، لكنها تقدم أدلة قوية على أن القوة العاطفية والاجتماعية لدى الأب يمكن أن تترك آثاراً جسدية على صحة الأم والطفل. وتفصح النتائج عن أهمية وجود دعم عاطفي من الأزواج وتأثيره المحتمل في تنظيم المزاج والالتهاب خلال الحمل. كما يشير البحث إلى أن اتباع سلوكيات يومية إيجابية من قبل الأب قد يساهم في بيئة منزلية أكثر هدوءاً ودعماً لصحة الحامل.


