تعلن دراسة أمريكية أن نحو طفل واحد من كل 50 يولد يعاني حساسية غذائية محتملة تجاه الفول السوداني. تثير هذه النتائج قلق العديد من الأسر بسبب احتمال التعرض لردود فعل خطيرة قد تهدد الحياة. وتوضح الدراسة أن لصقة الفول السوداني العلاجية عبر الجلد (EPIT) قد تساعد الأطفال الصغار على بناء تحمل آمن للفول السوداني على مدى سنوات. وتبيّن النتائج الأولية أن العلاج يدعم زيادة التحمل مع مرور مدة العلاج.
تحسن طويل الأمد
وفقاً للنتائج طويلة الأمد، تمكن أكثر من 70٪ من الأطفال المشاركين من تناول ثلاث أو أربع حبات فول سوداني بنهاية فترة العلاج. وتظهر النتائج أيضاً سجل أمان قوياً، إذ لم تسجل أي حالات صدمة تحسسية مرتبطة بالعلاج في السنة الثالثة. كما أصبح تهيّج الجلد في موقع اللصقة، وهو أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً، أقل تكراراً مع مرور الوقت. تعتمد اللصقة المسماة Viaskin Peanut Patch على توصيل كميات صغيرة من بروتين الفول السوداني عبر الجلد، بهدف تدريب الجهاز المناعي على التعرف إلى الفول السوداني والتعامل معه بشكل طبيعي، ما يقلل من خطر ردود الفعل التحسسية الشديدة الناتجة عن التعرض العرضي.
تصميم الدراسة وتقييم النتائج
ركزت الدراسة على الأطفال الذين تلقوا علاجاً وهمياً في البداية، ثم استخدموا لصقة الفول السوداني لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ووجد أن معظم الأطفال أظهروا تحسناً مقارنة بالسنة الأولى، إذ أصبحت ردود أفعالهم أثناء تحديات الطعام أخف حدة. وتمكن نحو نصفهم من تحمل أكثر من ثلاث أو أربع حبات فول سوداني. وأوضح الدكتور ماثيو جرينهوات أن العلاج المستمر يحسّن التحمل ويظل آمناً، ما يمنح الآباء راحة بال أكبر بشأن مخاطر الحساسية الشديدة.
إرشادات السلامة والتوصيات
شدد الباحثون على ضرورة عدم تجربة أي شكل من أشكال التحسس التدريجي للفول السوداني في المنزل. يُستدعى دائماً مناقشة جميع الخيارات العلاجية الجديدة مع أخصائي حساسية مؤهل. وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن التدخل المبكر يمكن أن يغيّر مسار حساسية الفول السوداني لدى الأطفال. وتبرز هذه النتائج أهمية الإشراف الطبي والتقييم المستمر للخطة العلاجية.


