أعلنت كلية لندن الجامعية نتائج دراسة جديدة ضمن مشروع MyoFit46 شملت أكثر من 450 مشاركًا بريطانيًا. أوضح الباحثون أن ارتفاع ضغط الدم التدريجي، حتى ضمن النطاق الطبيعي المرتفع، قد يضر عضلة القلب والأوعية الدموية بشكل صامت مع مرور الوقت. ونشر العلماء النتائج في Circulation: Cardiovascular Imaging. ويأتي التمويل من مؤسسة القلب البريطانية بغرض فهم أثر الضغط الدموي على صحة القلب عبر مراحل الحياة.

وأوضحت النتائج أن كل ارتفاع بمقدار 10 نقاط في الضغط الانقباضي بين سن 36 و69 عامًا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب بنسبة تصل إلى 6% بحلول سن 77 عامًا. وإذا ارتفع الضغط بين سن 43 و63 عامًا، يمكن أن ينخفض تدفق الدم بنسبة تصل إلى 12%. كما أشارت الدراسة إلى أن كل انخفاض بنسبة 1% في تدفق الدم القلبي يرتبط بزيادة خطر إصابة بحدث قلبي خطير بنسبة 3%.

الضغط القاتل الصامت

يشرح البروفيسور برايان ويليامز من مؤسسة القلب البريطانية السبب وراء تسمية ضغط الدم بالقاتل الصامت، موضحًا أن ارتفاعه غالبًا لا يصاحبه أعراض على المدى الطويل. يؤكد أن القياس المنتظم للضغط هو الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بارتفاع الضغط. يرى الباحثون أن السيطرة على الضغط منذ مرحلة الشباب هي أساس الوقاية من النوبات القلبية والسكتات التي قد تظهر لاحقًا.

أعراض النوبة القلبية

توضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية أعراض النوبة القلبية التي تستدعي الانتباه والتصرف السريع. تشمل الألم أو الضغط في الصدر، وألمًا قد يمتد إلى الذراعين خاصة اليسرى، والفك، والرقبة، والظهر. كما قد يظهر ضيق في التنفس، وتعرق شديد، ودوار، وغثيان أو قيء، وشعور مفاجئ بالخوف يشبه نوبة هلع. في حال ظهور أي من الأعراض، يجب الاتصال بخدمات الإسعاف فورًا وعدم الانتظار.

طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم

ينصح باتباع نظام غذائي صحي يقلل الملح والدهون المشبعة، ويركز على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك الغنية بالأوميجا-3. كما ينبغي تجنب الأطعمة المصنعة والمقلية والمعلبات عالية الصوديوم. تساعد هذه الإجراءات في خفض ضغط الدم والحماية من أمراض القلب على المدى الطويل.

مارس النشاط البدني بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة. الرياضة المنتظمة تساهم في خفض ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية. وينصح الخبراء بالبدء بخطوات بسيطة والتدرج للوصول إلى هذا المستوى المستهدف.

احرص على الحفاظ على وزن صحي ومؤشر كتلة جسم ضمن المعدل الطبيعي. الوزن الزائد يعد من أكبر أسباب ارتفاع الضغط ومشاكل القلب. متابعة BMI بانتظام وتبني نمط حياة صحي يساهمان في الوقاية من ارتفاع الضغط على المدى الطويل.

يوصى بالامتناع عن التدخين لأنه يسبب تضيق الأوعية الدموية ويزيد مخاطر تصلب الشرايين. التدخين يعوق التحكم في الضغط ويزيد فرص النوبات القلبية. التوقف عن التدخين يتيح تحسين صحة الأوعية الدموية والدماغ بشكل عام.

إدارة التوتر والقلق ضرورية، ويمكن أن يساعد التنفس العميق، والتأمل، واليوغا، وقضاء الوقت في الطبيعة في خفض الضغط المستمر. التخفيف من التوتر يساهم في تقليل مخاطر ارتفاع الضغط على المدى الطويل. ينصح الخبراء باعتماد روتين يومي يساعد على الاسترخاء والهدوء النفسي.

ينصح بإجراء فحص ضغط الدم بشكل دوري، فمثلاً مرة كل ستة أشهر للأشخاص الأصحاء ومرة شهريًا لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب. تساعد المتابعة المستمرة في اكتشاف ارتفاع الضغط مبكرًا والوقاية من مضاعفاته. يرى الباحثون أن السيطرة على الضغط تبدأ في مرحلة الشباب وتؤثر في مخاطر النوبات لاحقًا.

شاركها.
اترك تعليقاً