أعلنت دراسة أجراها باحثون من جامعة ألبرتا الكندية أن النساء المصابات بكوفيد الطويل، وخاصة اللاتي يعانين من متلازمة التعب المزمن، يواجهن مخاطر أعلى بثلاث مرات مقارنة بالرجال. وتوضح النتائج فروقات بيولوجية رئيسية قد تفسر هذه الخلفية، مع التركيز على توقيع مناعي خاص بالإناث. ووردت النتائج في تقرير مستند إلى مجلة Cell Reports Medicine تم الإشارة إليه عبر Medical Xpress، حيث تبيَّنت أن الاختلافات البيولوجية تبرز عند تحليل عينات المرضىبعد مرور عام من الإصابة الحادة، وتُبرز الأثر على استمرار الأعراض. وتؤكد النتائج أهمية فهم آليات الاستمرار في المرض كأساس لعلاجات مستقبلية مُحددة الجنس.
أجرى الفريق اختبارات دموية وجينية على 78 مريضة مصابة بكوفيد الطويل، بعد مرور عام واحد من تشخيصهم الحاد، مع مجموعة ضابطة من 62 شخصًا لم يصابوا بكوفيد الطويل. ومن خلال تحليل الخلايا المناعية والعلامات الحيوية في الدم وتسلسل الحمض النووي الريبي، تمكن الباحثون من تحديد توقيع مناعي مميز لدى الإناث مقارنة بالذكور. كما راقب الفريق مؤشرات الالتهاب ووظائف الدم لتحديد العوامل المرتبطة بالحالة المزمنة. وأشارت النتائج إلى وجود فروق مرتبطة بالجنس قد تفسر زيادة الخطر لدى النساء.
دلائل بيولوجية لدى الإناث المصابات
أظهرت النتائج وجود إشارات إلى تسرب الأمعاء لدى النساء المصابات، منها ارتفاع مستويات FABP2 والبروتينات المرتبطة بالالتهاب المعوي وCD14 القابل للذوبان، وهي علامات تشير إلى التهاب الأمعاء قد يساهم في تنشيط استجابات مناعية عامة عند وصولها إلى الدورة الدموية. كما ارتفع مستوى عوامل التهاب الدم المرتبطة بالأمعاء في الدم، ما يوحي بتدفق محتوى معوي إلى الجهاز الدوري لدى هؤلاء المرضى. هذه العلامات تربط بين فقدان تكامل الأمعاء وزيادة الالتهاب العام، وتسلط الضوء على مسار محتمل يفسر أعراض طويلة الأمد لدى الإناث.
العوامل الهرمونية وتأثيرها
ولاحظ الباحثون انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء لدى بعض النساء المصابات، ما يشير إلى أن ارتفاع عوامل الالتهاب قد يؤثر سلبًا على إنتاج الدم لديهن. كما كشفوا عن اختلال في الهرمونات الجنسية، حيث وجدوا انخفاض مستويات التستوستيرون لدى النساء المصابات، وانخفاض مستويات الاستروجين لدى المرضى الذكور، إضافة إلى انخفاض مستويات الكورتيزول لدى كلا الجنسين. ويشير الباحثون إلى أن التستوستيرون عادةً ما يساهم في تنظيم الالتهاب، لذا فإن انخفاض مستوياته قد يفاقم الاستجابات الالتهابية المستمرة. ويرتبط انخفاض التستوستيرون أيضًا بمظاهر مثل ضباب الدماغ والاكتئاب والألم والتعب.
طرق الوقاية من كوفيد-19
توفر الإرشادات الصحية عدة عادات للوقاية من الإصابة بالفيروس، منها الحفاظ على المسافة إذا ظهرت أعراض المرض وتجنب الاتصال الوثيق مع المصابين، وغسل اليدين بشكل متكرر لمنع الانتشار. كما تُنصح بتغطية الفم عند العطس وتجنب لمس العينين والفم والأنف، والتهوية المنتظمة للمنازل والفصول الدراسية وأماكن العمل لتخفيف تركّز الفيروسات في الهواء. وتُعد التغذية المتوازنة والنوم الكافي من عوامل دعم المناعة، في حين أن الإجهاد المستمر ونقص النوم يضعفانها. كما تعتبر ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أداة فعالة لتقليل انتقال العدوى، خاصة في الأماكن المغلقة أو عند مخالطة شخص مريض.


