تكشف نتائج دراسة شاركت فيها أكثر من 13 ألف شخص أن ارتفاع استهلاك الكافيين يرتبط بانخفاض احتمال الإمساك. وتظهر النتائج أن الكميات المعتدلة إلى العالية تقاس بمقدار كوب إلى ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا. وتبين أن هذا المستوى من الاستهلاك يعزز حركة الأمعاء بشكل ملحوظ، خاصةً بين الشباب والبالغين في منتصف العمر. كما تشير النتائج إلى أن مركبات القهوة قد تؤثر في ميكروبات الأمعاء وتدعم التنوع البكتيري.
الكافيين وتأثيره الهضمي
يعمل الكافيين كمنشط طبيعي للجهاز الهضمي، فهو يحفز انقباضات القولون المعروفة بالتمعج عند تناوله، مما يساعد على مرور البراز عبر الأمعاء. أظهرت دراسات أن القهوة المحتوية على الكافيين تولد استجابة قولونية أقوى من الماء أو القهوة منزوعة الكافيين. كما تشير آليات إضافية إلى أن مركبات القهوة مثل أحماض الكلوروجينيك قد تؤثر في ميكروبات الأمعاء وتدعم التنوع البكتيري. وهذا التنوع في الميكروبيوم يساهم بشكل غير مباشر في الحفاظ على حركة أمعاء صحية.
تأثير العمر
تظهر النتائج أن فاعلية القهوة في تخفيف الإمساك تكون أقوى لدى البالغين الأصغر سنا والمتوسطين، وتقل لدى كبار السن. وتعزى هذه الفروقات إلى تغيّر حركة الأمعاء مع التقدم في العمر وتغير استقلاب الكافيين واستخدام الأدوية وتباطؤ الجهاز الهضمي لدى المسنين. لذلك قد يحتاج كبار السن إلى مزيج من التعديلات الغذائية وشرب كمية كافية من الماء وممارسة نشاط بدني خفيف مع القهوة لتحقيق فائدة مشابهة. وإلى جانب ذلك، يحذر من الإفراط في استهلاك الكافيين لأنه قد يسبب القلق والجفاف لدى بعض الأشخاص، ما يجعل الاعتدال ضروريًا خصوصًا عند وجود حساسية أو حالات صحية.
طريقة تناول القهوة
يؤكد الخبراء أن الاعتدال في الاستهلاك مهم، فالعادة الشائعة هي كوب إلى كوبين يوميًا يحتويان على نحو 100-200 ملغ من الكافيين. ويوضحون أن التوقيت له دور، حيث يساعد شرب القهوة صباحًا أو مع الوجبات في تنشيط المنعكس المعدي القولوني، بينما يجب تجنّب شربها على معدة فارغة لتقليل الحموضة. ينبغي شرب كمية كافية من الماء مع كل كوب لتفادي جفاف الجسم وتجنب الإضافات الثقيلة مثل الكريمة والسكر أو الحليب عالي الدسم. يُنصح باختيار القهوة المفلترة أو الباردة لأنها ألطف على المعدة، بينما قد يكون الإسبريسو القوي أكثر قسوة في بعض الحالات، لذا يُفضل تناوله باعتدال وبالتشاور مع الطبيب إن كان لديك حساسية أو أدوية تؤثر على حركة الأمعاء.