أعلن الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن المرض X ليس مرضًا محددًا حتى الآن بل هو مصطلح ابتكرته منظمة الصحة العالمية عام 2018 للدلالة على وباء مجهول المصدر قد يحدث فجأة ويسبب جائحة عالمية تفوق في شدتها وباء كورونا أو الإنفلونزا الإسبانية. وتابع أن السبب قد يتطور بسرعة بفعل العوامل البيئية والبيولوجية، وأن العالم بحاجة إلى استعداد دائم لأي مرض جديد غير متوقع قد ينشأ في أي لحظة، يكفي ما خلفه من هزائم على مستوى البشر والاقتصاد والأسرة والنفسية.

ورغم أن المرض X افتراضي، فإن احتمالية ظهوره مرتفعة علميًا بحسب بدران. كما يوضح أن المرض X يمثل تهديدًا عالميًا قد ينتج عنه فيروس جديد يتسارع انتشاره بين البشر، وتقدر بعض توقعاته أن تفوق جائحةه الإصابات والوفيات جائحة كورونا من حيث الشدة. كما يؤكد أن غياب لقاح أو علاج محدد يجعل الاستعداد والمراقبة الوبائية أمراً حيوياً لتقليل آثاره الكارثية، وهو ليس خيالًا علميًا بل تحذير واقعي يهدف إلى تعبئة الموارد والاستعداد المبكر.

المسببات المحتملة

تشمل المسببات المحتملة للمرض X فيروسات حيوانية المنشأ والتحورات الجينية السريعة في بعض الفيروسات والتغيرات المناخية. قد يذوب الجليد ويطلق فيروسات مدفونة، وتزداد احتمالات الانتقال مع التكدس السكاني والتفاعل المستمر مع الحيوانات البرية. كما تسهم عوامل مثل التزاوج مع الحيوانات البرية والتواصل مع البيئة الطبيعية في تعزيز فرص انتقال العدوى.

إضافة إلى ذلك، يسهم الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية وظهور بكتيريا مقاومة للأدوية في تعقيد التحكم بالعواقب الصحية. وقد تتسبب هروب الفيروسات من مختبرات الأبحاث والهندسة الوراثية في زيادة المخاطر. كما يتداخل تدهور التنوع البيولوجي وفقدان التوازن البيئي وقلة المناعة المجتمعية مع عوامل الانتشار العالمية وتزايد السفر بين القارات دون رقابة كافية.

الفئات المعرضة للوفيات

حدد بدران الفئات الأكثر هشاشة بالنظر إلى ظهور المرض X، حيث تعتبر كبار السن، خصوصًا من تجاوزوا 65 عامًا، من الفئات الأكثر عرضة للوفاة بسبب ضعف المناعة ووجود أمراض مزمنة مصاحبة. كما تشمل الفئات أصحاب الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والكبد وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة كالربو. ويشمل ذلك كذلك أشخاص يعانون نقص المناعة، مثل مرضى السرطان الخاضعين للعلاج الكيماوي أو من يتلقون مثبطات مناعة، أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

وتمتد الفئات المعرضة إلى الأطفال الصغار والرضع، لأن جهازهم المناعي لا يزال في طور التطور. كما تعتبر الحوامل من الفئات الحساسة نظراً لتغير المناعة أثناء الحمل وخطورة المضاعفات التنفسية والقلبية وتأثير العدوى على الجنين والولادة المبكرة. وتلعب فئة العاملين في المجال الصحي دورًا مهمًا كخط الدفاع الأول وتعرضهم المستمر للعدوى قبل التوصل إلى طبيعة المرض وطرق الوقاية المثلى. إضافة إلى ذلك، يعتبر الفقراء وسكان المناطق المزدحمة من الفئات المعرضة للوفيات بسبب سوء الرعاية الصحية والتهوية ونقص الوعي الصحي، ما يرفع معدلات الوفاة خلال الأوبئة المتسارعة.

الوقاية من المرض X

تشير التصريحات إلى أن الوقاية من المرض X تبدأ بالاستعداد العالمي المبكر عبر تطوير شبكات مراقبة وبائية تتابع ظهور الفيروسات في الحيوانات والبشر، وتعزيز الأبحاث الوبائية. كما يجب الاستثمار في البنية الصحية وتدريب العاملين بالمستشفيات، إضافة إلى إنتاج لقاحات حسب النوع الجديد من الفيروس عند ظهوره. وتؤكد التصريحات على الحد من تجارة وتناول الحيوانات البرية كإجراء رئيسي لتقليل مخاطر الانتقال وتفادي العواقب العالمية المحتملة.

مخاطر تناول الحيوانات البرية

تشير العBacking إلى أن تناول الحيوانات البرية يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة، إذ قد تنقل فيروسات قاتلة مثل الإيبولا والسارس والمرض X المحتمل، كما أن لحومها قد تحتوي على طفيليات وبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية. وتؤدي الصيد الجائر للحيوانات إلى اختلال التوازن البيئي، لذلك تُعد مقاطعة لحومها والاعتماد على مصادر آمنة للطعام من أهم سبل الوقاية. كما يجب تحسين ظروف التربية الحيوانية ومراقبة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية للحد من المقاومة، ونشر ثقافة النظافة الشخصية وتغيير سلوكيات التهوية في الأماكن المغلقة، مع تعزيز المناعة عبر تغذية سليمة ونوم كافٍ وممارسة نشطة للرياضة.

شاركها.
اترك تعليقاً