تبدأ ملامح التغير في الأجواء بالظهور مع دخول الخريف وتراجع حرارة الصيف. تتضمن ذلك صباحات أكثر برودة وشروقًا متأخرًا، وشمس تغيب مبكرًا ونَفَس خفيف يحمل إشارات موسم جديد. وتشير التقارير إلى أن هذه التحولات ترافقها موجة من العطس والسعال والزكام كأن الفصول تضع اختبارًا للصحة.
مظاهر بداية الخريف وتأثيرها الصحي
ويوضح تقرير موقع Wilson Medical One أن انتقال الفصول يخلق بيئة متقلبة. فالانخفاض في الرطوبة يجف الأغشية المخاطية التي تشكل دفاعًا أوليًا ضد الجراثيم، كما أن قلة التهوية وتواجد الأفراد في أماكن مغلقة تسهّل انتشار العدوى. وتزداد في هذه الفترة الحساسية الموسمية، مما يجعل أعراض مثل سيلان الأنف والعطس نتيجة مزدوجة بين الحساسية والعدوى الفيروسية.
أطفال أكثر تأثرًا بتغير الفصول
يتأثر الأطفال بشكل أكبر من الكبار بتقلبات الطقس، إذ يصابون بنزلة برد أو إنفلونزا عدة مرات خلال العام. يعود ذلك إلى أن جهاز المناعة لديهم لا يزال في طور التطور وتكرار التواجد في بيئات مغلقة كالفصول المدرسية يسهل انتقال العدوى. كما أن التبدل المستمر بين درجات الحرارة داخل البيوت وخارجها يرهق أجسامهم، خاصة إذا لم يحصلوا على تغذية كافية أو نوم كاف.
إجراءات الوقاية والتربية الصحية
وتبدأ الوقاية من التفاصيل اليومية البسيطة. غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات يوميًا يقلل احتمالية الإصابة بشكل واضح، وتُعد هذه العادة من أقوى أسلحة الوقاية في موسم العدوى وتُستحب تعليم الأطفال عليها منذ الصغر. كما يجب الانتباه إلى التطعيمات الموسمية ومراجعة جدول التطعيمات مع طبيب الأطفال لضمان تحديثها في الوقت المناسب.
التغذية ومناعة الجسم
التغذية المتوازنة هي الحصن الداخلي خلال فترات الانتقال. يحتاج الجسم إلى وفرة من الفيتامينات والمعادن لدعم جهاز المناعة، مثل فيتامين C الموجود في الفواكه الحمضية والفراولة والكيوي، وفيتامين D الناتج عن التعرض المعتدل للشمس، إضافة إلى البروتين الموجود في البيض والأسماك والبقوليات. كما تشير التوجيهات إلى أهمية الألياف من الشوفان والبقول والخضروات لدعم صحة الجهاز الهضمي وتقليل اضطرابات المعدة المصاحبة لتقلب الجو.
الحركة والنوم كعاملين في تعزيز المناعة
تؤكد الإرشادات الصحية أن قلة الحركة خلال فترات البرد تضعف مناعة الجسم. لذلك يُنصح بممارسة نشاط بدني منتظم حتى داخل المنزل، ولو لمدة نصف ساعة يوميًا، كما أن النوم الكافي يتيح للجسم فرصة الإصلاح والتجدد. الأطفال بين 6 و12 عامًا يحتاجون من 9 إلى 12 ساعة نوم، بينما يحتاج المراهقون نحو 8 إلى 10 ساعات كل ليلة.
إشارات تستدعي الطبيب
إذا تكررت الأعراض التنفسية أو استمرت لفترة طويلة رغم العلاج، فقد يكون السبب حساسية موسمية وليست عدوى فيروسية. في هذه الحالة، يُنصح باستشارة الطبيب وإجراء فحص للحساسية لتحديد المسبب ووضع خطة علاج مناسبة. يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تقليل المضاعفات وتحسين النتائج.


