يؤكد أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس أن النظام التقييم السائد في العديد من المؤسسات التعليمية لا يمنح الطالب فرصة كافية للتفكير العميق أو التعبير الحر. ويوضح أن وجود جو المنافسة المستمر بين الطلاب، وسعيهم للحصول على أعلى الدرجات بغض النظر عن فهمهم الحقيقي للمحتوى الدراسي، يعد من أبرز المعوقات لتنمية الإبداع. كما يضيف أن كثرة الامتحانات والتقييمات وتسارعها تضع الطالب تحت ضغط دائم، دون إتاحة الوقت اللازم لاستيعاب المعلومات والتأمل فيها.
ممارسات تعيق الإبداع
ويشير إلى أن فرض وقت محدد لإنجاز الواجبات يعزله عن إبداعه ويحد من قدرته على التحليل والتفكير الإبداعي. كما يرى أن الاعتماد المتزايد على أسئلة الاختيار من متعدد بدلًا من الأسئلة المقالية يقلل من فرص الطالب في توظيف مهارات التحليل والابتكار. ويؤكد أن التزام بعض المعلمين بنموذج إجابة واحد يخالف طبيعة التفكير المتنوع لدى الطلاب، وأن أساليب العقاب والتهديد المرتبطة بالدرجات تعزز الخوف بدلًا من حب التعلم. كما يشير إلى عدم منح الطلاب وقتًا كافيًا بعد دراسة المفاهيم الجديدة لاستيعابها ثم اختبارهم فيها بشكل سريع.
وتختتم بتأكيد أن تقييم المنهج على أجزاء منفصلة بدلًا من النظر إليه بصورة متكاملة يساهم أيضًا في إضعاف التفكير الشمولي لدى المتعلمين. ويُلاحظ أن هذا الإضعاف يؤثر في قدرة الطالب على ربط المفاهيم وتوليد حلول مبتكرة. ويؤكد أن هذه النتائج تعكس ضرورة الانتباه إلى أساليب التقييم في المدارس.


