يعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن الدولة تنفذ استراتيجية شاملة تجمع بين التوعية والردع. وتضم الاستراتيجية حملات وطنية للتثقيف بمخاطر التدخين ومبادرات للفحص المبكر لأمراض الرئة. وتطبق قوانين صارمة لمنع التدخين في الأماكن العامة والمنشآت الصحية، وتوفر خدمات متكاملة لدعم الإقلاع عن التدخين.

تشير البيانات إلى انخفاض نسبة المدخنين بين السكان الذين تجاوزوا 15 عامًا إلى 14.2% في عام 2024 مقارنة بـ 17% في 2022. كما تحسن ترتيب مصر في مؤشر التبغ العالمي ليصل إلى 63 درجة في 2023 مقابل 73 درجة في 2019. وهذا الإنجاز يعكس التزام الدولة باتفاقيات مكافحة التبغ ويسهم في تقليل العبء الصحي والاقتصادي الناتج عن التدخين.

أول 24 ساعة من الإقلاع

وفقًا لتقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تبدأ آثار الإقلاع خلال الدقائق الأولى من التوقف حيث تنخفض نبضات القلب وضغط الدم وتعود خلايا الدم لتوازنها مع اختفاء أول أكسيد الكربون والنيكوتين. مع مرور الساعات الأولى، قد يعاني بعض الأشخاص صداعًا بسيطًا أو توترًا نتيجة انسحاب النيكوتين، وهذه علامات طبيعية على التكيّف الحيوي للجسم. مع تواصل الإقلاع، يبدأ الدم بنقل كميات أكبر من الأكسجين إلى الأنسجة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على أداء القلب والرئتين.

من شهر إلى عام: الرئتان تتنفسان بحرية

تشير المصادر الصحية إلى تحسن واضح في وظائف الرئتين خلال الأشهر الأولى، وتعود الشعيرات الدقيقة إلى العمل المنتظم بعد أن تضررت بسبب التدخين. مع مرور الشهور، يقل السعال تدريجيًا ويختفي ضيق التنفس وتقل احتمالية العدوى التنفسية. وبحلول نهاية العام الأول، يتراجع خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية إلى النصف مقارنة بالمدخنين المستمرين، مما يعزز الطاقة والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.

بعد خمس سنوات: انخفاض خطر السرطان والسكتة الدماغية

بعد خمس سنوات من الإقلاع، تبدأ الأوعية الدموية في استعادة مرونتها مما يقلل احتمال انسدادها ويخفض خطر السكتة الدماغية بشكل كبير. كما تنخفض احتمالات الإصابة بسرطان الفم والحلق والحنجرة إلى أقل من النصف نتيجة انخفاض التعرض للمواد المسرطنة. وتتحسن وظائف الجسم باستمرار مع انخفاض الالتهابات وتراجع التأثير السلبي للدخان على أجهزة الحيوية.

بعد عقد من الإقلاع: الرئتان تستعيدان توازنهما

بعد عشر سنوات من آخر سيجارة، ينخفض خطر سرطان الرئة بنحو 50% تقريبًا وتقل احتمالات سرطان المثانة والمريء والكلى والمعدة. وتبدأ الأنسجة في إصلاح الخلايا التالفة وتتحسن الدورة الدموية الدقيقة، ما يحسن لون البشرة وملمسها. كما يلاحظ المدخنون السابقون زيادة في الطاقة والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.

بعد خمسة عشر إلى عشرين عامًا: الجسد يعود إلى طبيعته

بعد مرور عقدين من الإقلاع، يصبح خطر أمراض القلب والسكتات والعديد من أنواع السرطان قريبًا من مستوى غير المدخن. وتتراجع المخاطر المرتبطة بالتعرض الطويل للدخان وتُستعاد التوازنات المناعية والكيميائية في الجسم تدريجيًا. تشير الدراسات إلى أن الجسم يزيل معظم السموم ويستعيد وظائفه الحيوية بشكل ملحوظ.

مكاسب سريعة تراها بنفسك

تظهر المكاسب اليومية مع الإقلاع حيث تتحسن حاسة التذوق والشم وتختفي رائحة التدخين من الشعر والملابس. وتعود الأسنان والأظافر إلى لونها الطبيعي وتقل أعراض ضيق التنفس أثناء بذل الجهد. كما تتحسن جودة الحياة بشكل عام مع استعادة القدرة على أداء الأنشطة اليومية بدون تعب.

الأثر النفسي والتحفيزي

يمنح الإقلاع شعورًا بالسيطرة على العادة، مما يضيف طاقة نفسية إيجابية. ويصف كثيرون من الذين أقلعوا عن التدخين التجربة بأنها إعادة اكتشاف للجسد وطاقته وثقتهم في قدرتهم على تجاوز الاعتماد على النيكوتين. إن التوقف ليس مجرد إجراء وقائي، بل عملية ترميم شاملة تعيد للجسم إيقاعه الطبيعي خطوة بخطوة حتى استعادة عافيته الكاملة.

شاركها.
اترك تعليقاً