أعلن تقرير طبي أن الحمل في سن الأربعين لم يعد حلماً مستحيلاً كما كان في الماضي، بل صار واقعا يلاحق الكثير من النساء. وأشار إلى أن الرعاية قبل الحمل أصبحت ضرورية، حيث يصرح الأطباء بأن فحص الحالات المزمنة مثل اضطرابات الغدة الدرقية والسكري وارتفاع ضغط الدم أمر أساسي قبل الإقدام على المحاولة. كما أكدت الفحوصات تقييم احتياطي المبيض وتعديل الخطة وفق حالة كل امرأة، ما يجعل النتائج أكثر إيجابية عند البعض.

علم الأمومة المتأخرة

تصنف الحمل بعد سن الأربعين طبياً بأنه أمومة متأخرة، وهي وصف يعكس تراجع قدرة الجسم على التحمّل مع التقدم في العمر. وتشير مراجعات إلى أن النساء في هذه الفئة العمرية يواجهن مخاطر أعلى مثل سكري الحمل وتسمم الحمل والولادة المبكرة. كما أظهرت مراجعة خلوية-وراثية أن التشوهات الكرومية تزداد مع التقدم في العمر وتكون سبباً رئيسياً للإجهاض المبكر.

الخصوبة في الأربعين: الاحتمالات والخيارات

يقول الخبراء إن الحمل طبيعياً ممكن بعد الأربعين، لكن الاحتمالات تكون أقل، حوالي 5% لكل دورة شهرية، مقارنة بـ 20-25% لدى النساء الأصغر سنّاً. وتُستخدم تقنيات التلقيح الصناعي وتحفيز البويضات الآن لسد الفجوة البيولوجية لدى الراغبين في الإنجاب في الأربعين. أظهرت دراسة نشرت في 2021 أن الفحص الجيني قبل الزرع (PGT-A) يمكن أن يحسّن النتائج عند النساء الأكبر سناً عبر اختيار أجنّة سليمة كروموسوميّاً قبل النقل لضمان حمل صحي وطفل سليم.

نمط الحياة كدواء

بعيداً عن التجارب المعملية، تظل العادات اليومية أقوى عوامل تحسين الخصوبة، حيث أظهر تحليل تلوي أن الحفاظ على وزن صحي ومراقبة سكر الدم قبل الحمل يقللان بشكل كبير من مخاطر سكري الحمل. وأكدت الدراسات أن حتى فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يعيد الإباضة لدى بعض المصابات بمتلازمة تكيس المبايض ويحسن نتائج علاج الخصوبة. كما أن التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام وتحسين النوم وإدارة التوتر من العوامل التي تعزز التوازن الهرموني وتخفف الالتهاب.

دليل الأمومة الحديثة

يوصي الخبراء بإجراء فحص صحي كامل يشمل الغدة الدرقية والسكري وارتفاع ضغط الدم وتقييم احتياطي المبيض وعدد الجريبات. كما يُنصح باتباع نظام غذائي صحي يركز على البروتين والخضراوات الورقية وحمض الفوليك والحديد وأحماض أوميغا-3. وتُشدد التوجيهات على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع تحسين النوم وإدارة التوتر. وتُشجع النساء على مناقشة خيارات التلقيح الاصطناعي أو التلقيح داخل الرحم مبكراً مع الطبيب، حيث قد يساهم اختبار PGT-A في تقليل مخاطر الإجهاض. وتُتابع الزيارات الطبية بانتظام قبل الولادة وبعدها لاكتشاف المضاعفات مبكراً وضمان نتائج آمنة.

شاركها.
اترك تعليقاً