ابدأ بتعريف طفلك بأن المشاعر جزء طبيعي من الحياة اليومية، وأن التعبير عنها بشكل صحيح يساعده على فهم نفسه والتعامل مع المواقف المختلفة. اشرح له أن كثيراً من الأطفال، خاصة الأولاد، يواجهون صعوبة في وصف ما يشعرون به بالكلمات فيفضلون الصمت أو كتمان الحزن والغضب. لا يعني ظهور المشاعر الضعف، بل هو دليل على النضج والتعاطف مع النفس والآخرين. شجّعه على التعبير بالكلمات وقدم له أمثلة بسيطة للمساعدة.

إشارات الجسد كمفتاح لفهم المشاعر

تكشف أجساد الأطفال عن مشاعرهم قبل أن يتكلموا غالبًا، فراقبِ التوتر في الكتفين وتغير نبرة الصوت وملامح الوجه كإشارات واضحة. استخدمي هذه الإشارات كدليل لمعرفة مدى القلق أو الغضب أو الحزن عنده، وتحدثي معه بلطف: “أراك متوترًا يا حبيبي، هل هناك ما يزعجك؟” بهذه الطريقة تبني لديه وعيًا بمشاعره وقدرته على التعبير عنها. وتساعدينه على الربط بين الإحساس الداخلي وما يمر به من مواقف في حياته اليومية.

المشاعر يجب أن تُعاش لا تُكتم

من الطبيعي أن يختلط على الطفل الفرح والحزن والغضب والقلق، لكن الأهم هو طريقة التعامل معها. علمه أن المشاعر ليست شيئًا يهرب منه أو يخفيه، بل جزء من تجربته اليومية، وعندما يعبر عن إحساسه بالكلمات امتدحيه وأظهري فخرك بقدرته على التعبير. الإفصاح عن المشاعر ليس ضعفًا، بل خطوة أولى للنضج والتعامل بحكمة.

تعزيز التعاطف مع الآخرين

شجعيه على ملاحظة مشاعر الآخرين من خلال مواقف في الأفلام أو الرسوم المتحركة، واطلبي منه التفكير: “لماذا تعتقد أن هذا الشخص حزين؟” وهكذا يتعلم ربط الأفعال بالعواطف وتكوين قاعدة للتعاطف. هذه المهارة أساس للتواصل الإنساني وتساعده على فهم نفسه والآخرين بشكل صحي.

لا تخفِ المشاعر السلبية عنه

عند شعور الطفل بالحزن أو الإحباط، استمعي له بهدوء دون مقاطعة، ولا تخفي مشاعره بقوالب غير صادقة مثل “لا تحزن” بل امنحيه مساحة ليعبر. أشري له أن الحزن والغضب والقلق مشاعر طبيعية وأن من الضروري أن يمر بها ليكتسب القدرة على التعامل معها. عندما يعبر، امتدحيه وعبّري عن فخرك بقدرته على التعبير الصادق، فهذه علامة قوة.

حددِ حدود السلوك المقبول

وضح له حدود السلوك المقبول أثناء تعبيره عن مشاعره، فمثلاً: “أعلم أنك غاضب وهذا طبيعي، لكن لا يجوز الضرب أو الصراخ.” ساعديه على اختيار أساليب صحية مثل التنفس العميق أو المشي أو التحدث بهدوء. عندما يميّز الفرق بين الإحساس والسلوك سيكبر وهو شخص متزن وقادر على ضبط نفسه في المواقف الصعبة.

كوني قدوة في التعبير العاطفي

يتعلم الأطفال من مشاهدة سلوك الوالدين أكثر مما يتعلمون من الكلام، لذا كوني نموذجًا صريحًا في التعبير العاطفي. اعملي على فتح حديث مع طفلك حول ما تشعرين به عندما تشعرين بالقلق أو التوتر وبيّني كيف تتعاملين مع ذلك بهدوء. عندما تخطئين أو تغضبين عبّري عن السبب واعتذري إن لزم الأمر، ليعرف أن الغضب لا يعني القسوة وأن الخطأ فرصة للتعلّم وليس نهاية العالم.

شاركها.
اترك تعليقاً