أعلنت دراسة حديثة أن الجمع بين دوائين يمكن أن يعزز معدلات نجاة مرضى سرطان البروستاتا بنسب تصل إلى نحو 40%. يعمل هذا العلاج كدمج بين العلاج الهرموني التقليدي ودواء موجه آخر يمنع نمو السرطان بشكل أقوى. أشارت النتائج إلى زيادة في متوسط العمر المتوقع وتحسن جودة الحياة عبر تأخير تطور المرض. وأوضح الباحثون أن هذا النهج قد يحول سرطان البروستاتا من مرض سريع التقدم إلى مرض مزمن قابل للإدارة.
التجربة والنتائج
قال الباحثون إن هذا التكامل بين العلاج الهرموني والدواء المستهدف لم يكتف بتمديد العمر المتوقع، بل أتاح تحسين جودة الحياة من خلال تأخير نشاط الورم. وأوضح الدكتور ستيفن فريدلاند، أستاذ جراحة المسالك البولية في مركز سيدار-سيناي الطبي بلوس أنجلوس وشارك في التجربة، أن التقدير يشير إلى أن رجلًا يبلغ من العمر 70 عامًا قد يعيش نحو 15 عامًا إضافية. وأضاف أن ذلك يمثل تحوّلًا في مسار المرض بالنسبة للكثير من المرضى، حيث يمكن أن يصبح سرطان البروستاتا مرضًا مزمنًا يمكن التحكم فيه. وتشير التقديرات إلى أن النتائج قد تعزز خيارات العلاج وتغير طريقة تعامل الأطباء مع هذا السرطان سريع النمو.
آثار جانبية وتقييم القرار
ذكر الخبراء وجود آثار جانبية كبيرة لهذا المزيج، تتضمن التعب وتضخم الثديين وهو ما يُعرف بالتثدي. وأوضح الدكتور فريدلاند أن القرار باستخدام أحد الدواءين أو كلاهما يعتمد على توازن دقيق بين الفوائد والآثار الجانبية المحتملة، خصوصًا أن الأعراض قد تكون أكثر حدة عند الجمع. كما يواجه الرجال الأكبر سنًا، خاصة الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا فما فوق، مخاطر متزايدة تتعلق بالإرهاق والضعف. وتظل هذه الآثار جزءًا من النقاش العلاجي الشخصي مع الطبيب المعالج.
عن سرطان البروستاتا
يتطور سرطان البروستاتا في غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة تشبه حبة الجوز تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم لدى الرجال. وهو مرض شائع إلا أنه قابل للسيطرة عندما يكشف مبكرًا ويتوفر العلاج المناسب. وتُشير الإحصاءات إلى أنه ثاني أسباب الوفاة بالسرطان بين الرجال عالميًا، بعد سرطان الرئة. كما تشير الدراسات إلى أن نحو ثلث الرجال الذين عولجوا جراحيًا أو إشعاعيًا قد يعانون من الانتكاس البيوكيميائي بمضاعفة مستويات PSA خلال تسعة أشهر أو أقل، رغم عدم ظهور ورم في التصوير.


