توضح الدراسات أن الطريقة التي تتفاعل بها الأطعمة مع الأمعاء والجلد يمكن أن تغير رائحة الجسم لدى من يتناولها. عندما يتم هضم الأطعمة، يتفاعل المركب الكيميائي مع البكتيريا الموجودة في الأمعاء مكوّناً غازات قد تؤدي إلى رائحة فم كريهة. وبالإضافة إلى ذلك، قد تفرز بعض مكونات الطعام عبر الجلد وتتفاعل مع البكتيريا لتوليد رائحة مختلفة بالجسم. وتظهر الأبحاث أن المركبات الكبريتية هي من أبرز المكونات التي تعزز الرائحة القوية.
الخضراوات الكبريتية والكمتلات العطرية
تشير الأدلة إلى أن الخضراوات من عائلة الكبريت مثل البروكلي والقرنبيط والكرنب تحتوي كميات كبيرة من المركبات الكبريتية. أما الثوم والبصل فهما من أبرز الأطعمة التي تثير رائحة النفس والعرق بسبب تفاعل مركبات الكبريت مع البكتيريا. ويُسهم الهليون أيضاً في رائحة غير محببة للعرق والبول بسبب وجود مركبات الكبريت وحمض الهليون، وتزداد الرائحة مع انتشار هذه المركبات وتستمر لأكثر من ثلاث إلى خمس ساعات.
أطعمة إضافية وتأثيراتها على الرائحة
تشير بعض الآراء إلى أن اللحوم والأسماك قد تترك روائحاً مميزة للجسم عند تحلل بروتيناتها وتفاعلها مع البكتيريا الجلدية. كما يحتوي السمك والفاصوليا على مركب ثلاثي ميثيل أمين الذي قد يؤدي إلى حالة تعرف بمتلازمة رائحة السمك. وفي أنظمة غذائية مثل الكيتو، قد تظهر رائحة فم كريهة ومعدنية نتيجة ارتفاع نسبة الدهون ونقص الكربوهيدرات.
القهوة والشاي وتأثيرهما
ويُعتقد أن استهلاك القهوة والشاي قد يجعل رائحة الجسم أكثر قوة بسبب أن الكافيين يحفز الغدد المفرزة للعرق. وقد يظهر ذلك بشكل واضح في مناطق مثل الإبطين والفخذين، خاصة عند تناول كميات كبيرة من المشروبات المحتوية على الكافيين.
طرق تقليل الروائح الناتجة عن الطعام
تشير النصائح إلى شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم وقمع الروائح، حيث يقلل الترطيب من تركيز البكتيريا التي تسبب الرائحة القوية. كما يمكن إضافة أوراق النعناع أو الزنجبيل إلى الماء لإضفاء رائحة منعشة وتوفير خصائص مضادة للميكروبات. وتؤكد التوجيهات أيضاً على تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي لأنها تعمل على تحسين ميكروبيوم الفم والجسم وتقلل احتمالية الرائحة الكريهة.
تُشدد التعاليم الصحية على النظافة الشخصية كعنصر أساسي، حيث يُنصح بالاستحمام اليومي وغسل الأسنان مرتين يومياً واستخدام الخيط للحفاظ على رائحة فم وجسم منعشة. كما يُفضل تنظيف اللسان بشكل دوري لإزالة البكتيريا المسببة للرائحة. اعتمد هذه الإجراءات مع اتباع نظام غذائي متوازن لتقليل احتمال ظهور روائح غير مرغوبة بشكل ملحوظ.


