يوضح الدكتور عمرو أمل استشاري جراحة العظام بجامعة عين شمس أن تقنية المنظار الجراحي أصبحت من الأساليب الحديثة لعلاج مشاكل الركبة بدون جروح كبيرة. فهي تعتمد على كاميرا صغيرة وأدوات دقيقة تسمح للطبيب بعلاج المفصل بدقة وألم أقل، وتساعد المريض على العودة إلى حياته اليومية بشكل أسرع. وتساهم هذه التقنية في تقليل الألم وفترة التعافي مقارنة بالجراحات التقليدية.

ما هي تقنية المنظار الجراحي؟

تُعد تقنية المنظار الجراحي طريقة حديثة لإجراء العمليات والفحوصات الطبية داخل الجسم عبر فتحات صغيرة بدلاً من الجروح الكبيرة في الجراحة التقليدية. يقوم الجراح بإدخال أداة رفيعة تسمى المنظار تحتوي على كاميرا وضوء، مما يتيح رؤية المنطقة المصابة بشكل واضح على شاشة أمامه. ويمكن إدخال أدوات جراحية دقيقة عبر فتحات إضافية لإجراء الإصلاح أو العلاج المطلوب.

تُستخدم تقنية المنظار في تخصصات متعددة مثل جراحات الركبة والكتف والبطن والصدر. وتتميز بإحداث شقوق صغيرة تقلل الألم وتوفر تعافياً أسرع مقارنة بالجراحة التقليدية، كما تتيح تشخيصًا ومعالجة دقيقة في جلسة واحدة. وتساعد في تقليل الندبات وتسهيل عودة المريض إلى نشاطاته بشكل أسرع.

كيف كانت جراحات الركبة قبل المنظار؟

قبل ظهور تقنية المنظار الجراحي كانت جراحات الركبة تُجرى بالطرق التقليدية التي تعتمد على فتح منطقة الركبة بجروح كبيرة لرؤية المفصل وعلاجه. يقوم الجراح بعمل شق كبير في الجلد والأنسجة للوصول إلى المفصل بشكل كامل وكشف الغضاريف والأربطة. وتستلزم هذه العمليات عادة التخدير الكلي وتُستخدم أدوات جراحية كبيرة بدلاً من الأدوات الدقيقة الخاصة بالمنظار، ما يؤدي غالباً إلى ألم أكبر وفترة تعافٍ أطول.

الفرق بين المنظار والجراحة المفتوحة للركبة

تعتمد جراحة الركبة على المنظار كخيار حديث عبر شقوق صغيرة تسمح للجراح برؤية المفصل بواسطة كاميرا دقيقة، وهو ما يقلل الألم ويوفر ندبات أصغر إضافة إلى تعافٍ أسرع. كما يساهم النظام في تقليل مخاطر العدوى والنزيف مقارنة بالجراحة المفتوحة. أما الجراحة المفتوحة فتُجرى عبر شق جراحي أكبر للوصول المباشر للمفصل وتُستخدم عادة في الإصابات الشديدة أو عند استبدال المفصل، لكنها تتطلب فترة تعافٍ أطول وألم وندبات أوضح مقارنة بالمنظار.

وبالتالي يفضل المنظار حينما تكون الحالة مناسبة، بينما تبقى الجراحة المفتوحة خياراً ضرورياً لبعض الإصابات المعقدة التي لا يمكن علاجها بالمنظار. يعتمد الاختيار على نوع الإصابة وحدتها وحالة الركبة العامة، إضافة إلى خبرة الفريق الطبي والتجهيزات المتاحة. يهدف الاختيار إلى تقليل الألم وتحقيق تعافٍ آمن وسريع.

الحالات التي يُستخدم فيها منظار الركبة

يمكن استخدام المنظار في حالات إصابة الغضروف الهلالي ومعالجتها أو إزالة الجزء التالف منها، إضافة إلى إصلاح أو إعادة بناء أربطة الركبة مثل الرباط الصليبي الأمامي. كما يمكنه علاج التهاب الغشاء الزلالي أو استئصال الأنسجة الملتهبة داخل المفصل، وكذلك معالجة مشاكل غضاريف المفصل مثل التآكل أو التلف في مناطق محددة من الغضروف. توضح هذه الاستخدامات مدى دقة المنظار في التعامل مع مشاكل المفصل من الداخل.

كما يمكن استخدام المنظار لتصحيح وضع الرضفة في حالات الخلع المتكرر أو عدم الثبات، وتشخيص الحالات الغامضة داخل الركبة عندما لا تكشف الفحوصات التقليدية سبب المشكلة. وتُتيح هذه التقنية إجراء العلاج أو الإصلاح خلال جلسة واحدة عندما تكون الحالة مناسبة. وتساهم في تقليل التضرر من الأنسجة المحيطة وتوفير رؤية دقيقة للمشكلة داخل المفصل.

مميزات تقنية المنظار الجراحي للركبة

تتميز تقنية المنظار بوجود شقوق صغيرة جداً تؤدي إلى ندبات أقل ومظهر تجميلي أفضل، كما أن الألم بعد الجراحة أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة ويسهل التحكم به. وتتيح أيضاً فترة تعافٍ أسرع يسمح للمريض باستعادة الحركة وممارسة الأنشطة اليومية بشكل أسرع. كما تقلل هذه التقنية التدخل في الأنسجة المحيطة وتقلل مخاطر العدوى والنزيف بسبب صغر الفتحات وسهولة التعقيم.

غالباً ما يمكن إجراء المنظار كإجراء خارجي أو مع وجود فترة قصيرة في المستشفى مما يقلل التكلفة والوقت. كما تتيح إمكانية تشخيص الإصابات داخل الركبة أثناء الإجراء مع إمكانية الإصلاح في نفس الجلسة عندما تكون الحالة مناسبة. إن الاختيار للمنظار يحسن من سرعة التعافي ويرفع فرص العودة الآمنة للنشاطات اليومية.

خطوات إجراء عملية المنظار الجراحي للركبة

يوضح الدكتور عمرو أمل أنه يتم تجهيز المريض عبر الفحوصات اللازمة والتأكد من حالته الصحية ثم تعقيم منطقة الركبة وتخدير الحالة. ثم يعمل الجراح على إجراء فتحات صغيرة حول الركبة وإدخال المنظار وهو كاميرا دقيقة تنقل صورة واضحة من داخل المفصل إلى شاشة أمام الجراح. يتم فحص المفصل من الداخل وتحديد المشكلة بدقة مثل تمزق الغضروف أو إصابات الأربطة وإدخال أدوات جراحية دقيقة من الفتحات الأخرى لمعالجة الإصابة كالإصلاح أو إزالة الأجزاء المتضررة.

بعد الانتهاء يتم إغلاق الفتحات الصغيرة بخياطة بسيطة أو لاصق طبي ثم وضع ضمادة خفيفة ونقل المريض إلى غرفة المراقبة ومتابعة حالته قبل السماح له بالمغادرة في نفس اليوم. ويمكن أن تستغرق العملية من 30 دقيقة إلى 90 دقيقة بحسب طبيعة المشكلة والإجراءات المطلوب تنفيذها. ويعتمد وقت التعافي الأولي على التوافق مع تعليمات الطبيب وبدء العلاج الطبيعي تدريجيًا.

مرحلة التعافي بعد منظار الركبة

تمر مرحلة التعافي بعد منظار الركبة عبر عدة مراحل تساعد المريض في استعادة الحركة والقوة تدريجيًا. وعلى الرغم من أن المنظار يُعد إجراءاً سريعاً في الشفاء مقارنة بالجراحة المفتوحة، إلا أن الالتزام بتعليمات الطبيب والعلاج الطبيعي يبقى أساس النجاح. يبدأ المريض في المشي في نفس يوم الجراحة أو في اليوم التالي باستخدام مساعدة بسيطة مع وضع الثلج ورفع الساق لتقليل التورم وفق الحاجة.

بعد ذلك يبدأ برنامج العلاج الطبيعي الذي يركز على زيادة مدى الحركة وتقوية العضلات المحيطة بالركبة. في حالات المنظار المعقدة قد يحتاج المريض فترة أطول قبل العودة للمشي والاستقرار في الحركة، ويكون الالتزام بتعليمات الطبيب جزءاً أساسياً لضمان تعافٍ آمن ونتائج أفضل. عند استقرار الحالة يسمح الطبيب تدريجياً بالعودة إلى الأنشطة اليومية وبالرياضة وفقاً للنوع وشدة المشاركة.

الأسئلة الشائعة حول منظار الركبة

كم تستغرق عملية منظار الركبة؟ تستغرق عادة بين 30 دقيقة و90 دقيقة بحسب طبيعة المشكلة داخل المفصل والإجراءات المطلوبة لعلاجها. وفي بعض الحالات قد تزداد المدة عندما تتضمن خطوات إضافية مثل إصلاح الغضروف أو إزالة التآكلات الكبيرة. وفي الغالب لا يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لأيام طويلة ويمكن الخروج من المستشفى في نفس اليوم بعد الاطمئنان على حالته.

هل عملية المنظار مؤلمة؟ قد يحدث بعض الألم بعد الإجراء ولكنه يكون محدوداً مقارنة بالجراحة المفتوحة. يتفاوت مستوى الألم وفق طبيعة المشكلة وحالة الركبة قبل التدخل، كما أن الألم يمكن أن يُدار بشكل فعال عبر مسكنات وتوجيه طبي. بشكل عام، تتحسن آلام ما بعد المنظار مع بدء برنامج العلاج الطبيعي والتأهيل المصمم خصيصاً للمريض.

متى يمكنني المشي بعد عملية المنظار؟ وفق خبرة الدكتور عمرو أمل، الالتزام بتعليمات الطبيب وممارسة الحركة تدريجيًا يسرع من التعافي. يمكنك عادة البدء بالمشي في نفس يوم الجراحة أو اليوم التالي حسب نوع الإجراء وحالة الركبة قبل العملية. يوصى بالاستشارة الطبية قبل أي نشاط لتجنب تكرار الإصابة.

هل المنظار مناسب لكل حالات إصابات الركبة؟ ليس هو الحل لجميع الإصابات الركبة بل يصنف كخيار لحالات محددة فقط. تحدد ملاءمة المنظار وفق نوع الإصابة وشدتها وحالة المفصل والركبة العامة. كما يساعد الخبراء في اختيار الإجراء الأنسب لضمان أفضل نتيجة ممكنة.

ما هي نسبة نجاح عمليات منظار الركبة؟ تُعد عمليات منظار الركبة من الإجراءات عالية النجاح، وتتراوح نسبة نجاحها بين 85% و95% وفقاً لطبيعة الحالة ونوع المشكلة داخل المفصل. تزيد فرص النجاح حين تكون الأسباب محددة وواضحة مثل تمزق الغضروف الهلالي أو إزالة الزوائد العظمية داخل الركبة. يساهم الاختيار المناسب للإجراء في تقليل المخاطر وتحقيق نتائج مطمئنة للمريض.

متى يمكنني العودة للرياضة بعد المنظار؟ يمكن للمريض العودة للأنشطة الخفيفة مثل المشي بعد فترة زمنية محددة وفق تعليمات الطبيب. وتتطلب الرياضات القوية مثل الجري وكرة القدم فترة أطول قد تصل إلى عدة أشهر، مع العودة التدريجية وتحت إشراف الطبيب لضمان حماية الركبة ومنع تكرار الإصابة.

شاركها.
اترك تعليقاً