توضح مقالة صحية أن الربو ما زال يُدار أساسًا بالأدوية الموصوفة، مع لجوء بعض المرضى إلى الأعشاب كمكملات داعمة. وتشير إلى أن أعشاب مثل الكركم والزنجبيل والثوم والكافور قد ترتبط بخصائص مضادة للالتهاب قد تساهم في تهدئة الشعب الهوائية. لكنها تحذر من أن هذه الأعشاب ليست علاجًا بديلاً، وإنما إضافة يُستخدم بحذر وتحت إشراف الطبيب، لأن الربو قد يتفاقم إذا جرى التخلي عن العلاجات الأساسية.

لماذا يلجأ البعض إلى الأعشاب

يبحث الكثير من المرضى عن خيارات أكثر أمانًا وأقل آثارًا جانبية. يعكس ذلك توجهًا عالميًا نحو الطب التكاملي، مع الالتزام بوجود العلاج الدوائي الأساسي. كما تشير المصادر الصحية إلى أن بعض الأعشاب تعمل كمضادات أكسدة تقلل الالتهاب العام في الجسم، وهو ما قد يحسن الحالة التنفسية بشكل غير مباشر.

أبرز الأعشاب محل الاهتمام

الزنجبيل يُستخدم منذ القدم لتهدئة الجهاز التنفسي. تشير أبحاث أولية إلى أن الزنجبيل قد يساعد في استرخاء عضلات الشعب الهوائية وتخفيف الانقباضات أثناء النوبات. يمكن تناول الزنجبيل كشاي دافئ أو إضافته إلى الطعام، لكن يفضل عدم الإفراط في الجرعات لتجنب اضطرابات المعدة أو التداخل مع أدوية سيولة الدم.

الكركم معروف بمركب الكركمين الذي يحد من الالتهاب. أظهرت دراسات محدودة أن استخدامه كمكمل غذائي بجرعات معتدلة قد يساهم في تقليل فرط تحسس الممرات الهوائية. يحذر الأطباء من استخدامه بشكل عشوائي خصوصًا مع أدوية مضادة للالتهاب لتجنّب مشاكل مثل زيادة سيولة الدم واضطراب الجهاز الهضمي.

الثوم من النباتات التي لاقت بحثًا واسعًا في المناعة، وأثبت وجود تأثيرات مضادة للبكتيريا والفطريات تدعم الجهاز التنفسي في مواجهة العدوى. غير أن الأدلة السريرية لم تثبت بشكل قاطع قدرته على الحد من النوبات، لذا يُنصح بأنه يندرج كإضافة إلى النظام الغذائي وليس كمكمل علاج بحت. يمكن إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي باعتدال.

الأوكالبتوس (الكافور) يُستخدم زيته في بخاخات الاستنشاق لتخفيف الاحتقان وتسهيل التنفس. تشير بعض الدراسات إلى تقليل الالتهاب، بينما يحذر آخرون من احتمال تهيج لدى بعض المصابين بالحساسية. لذا يُنصح بتخفيف الزيت واختباره تحت إشراف الطبيب قبل الاستخدام.

حدود الأمان والفعالية

يحذر الأطباء من أن الأعشاب ليست خالية من المخاطر، فغياب الرقابة الطبية يجعل تركيز المواد الفعالة غير ثابت. قد تتفاعل مع أدوية الربو وتؤدي إلى تفاعلات خطيرة عند الخلط مع أدوية الكورتيزون أو أجهزة الاستنشاق. الاعتماد عليها بدلاً من العلاجات الأساسية قد يعرض المريض لمضاعفات تنفسيّة قد تهدد الحياة.

نصيحة الخبراء

يؤكد أطباء الصدر أن التعامل مع الربو يجب أن يكون مبنيًا على أساس علمي منظم، يبدأ بتجنّب المهيجات والالتزام بالعلاج الموصوف. يوصى باستخدام الأعشاب كعامل مساعد فقط وتحت إشراف الطبيب، وليس كبديل للعلاج الأساسي. كما يحذرون من مخاطر التفاعل مع أدوية الربو عند استخدامها بجانبها أو الوقوع في الاعتماد عليها بشكل مفرط.

أهم خطوة هي عدم التوقف عن العلاج الموصوف دون استشارة الطبيب. يوضح الخبراء أن العلاج التقليدي لا يمكن أن يحل محل الأدوية المبرمجة للربو. كما ينصحون بمراقبة الاستجابات السلبية وتعديل الخطة العلاجية مع الطبيب. وفي كل حالة، تُستخدم الأعشاب كدعامة هدفها تحسين جودة الحياة وليست علاجاً قائماً بذاته.

شاركها.
اترك تعليقاً