تشير الأبحاث إلى أن القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، وتعتمد عليها أجيال كثيرة لبدء يومهم بنشاط أو للبقاء يقظين أثناء ساعات العمل الطويلة. يساهم الكافيين في تنشيط الجهاز العصبي المركزي ويحسن المزاج بشكل مؤقت. لكن القهوة تحمل مخاطر محتملة عند الإفراط، فالثلاثة إلى الأربعة أكواب يوميًا قد تؤدي إلى تسارع نبض القلب والقلق وارتعاش العضلات، كما تزيد إفراز أحماض المعدة.

وتدفع القهوة إلى تكرار الذهاب إلى الحمام بسبب تنشيطها لحركة الأمعاء. كما أن الكافيين يعمل كمدر للبول، وهذا قد يؤدي إلى فقدان سوائل بالجسم والإسهال إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة. وقد يفاقم شربها على معدة فارغة الشعور بالغثيان أو الانزعاج، لذا يُنصح بتناولها مع وجبة أو بعد وجبة خفيفة لتقليل هذه الآثار.

تأثير المساء والنوم

يستمر أثر الكافيين في الدم لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 ساعة، ما يجعل شرب القهوة في المساء يعرّض النوم للاضطراب. لذا يوصي الأطباء بتجنب تناولها بعد الساعة الثانية ظهرًا للحفاظ على جودة النوم. كما يختلف التأثر بين الأفراد، فبعضهم يتحمل الكافيين ليلاً بشكل أفضل من آخرين.

فوائد محتملة وتوازن في الاستهلاك

رغم التحذيرات، تحتوي القهوة على مركبات البوليفينول التي تدعم صحة الدماغ وتقلل مخاطر الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية مثل الزهايمر والباركنسون والخرف وفق نتائج دراسات حديثة. تشير النتائج إلى أن الاستهلاك المعتدل قد يعزز اليقظة والوظائف الإدراكية على المدى القصير. غير أن الإفراط قد يرفع التوتر والقلق واضطرابات النوم وتؤدي إلى جفاف بسيط بسبب فقد الماء.

من يجب تجنب القهوة؟

ينصح الأطباء الأشخاص المصابين بالارتجاع المعدي المريئي أو حساسية المعدة أو القلق واضطرابات النوم بتقليل الكافيين أو تجنبه تمامًا. كما يجب على النساء الحوامل تقليل استهلاك القهوة حفاظًا على صحتهن وصحة الأجنّة. كما ينصح من يعانون من نقص الحديد بالحذر من الإفراط لأنها قد تقلل امتصاص الحديد من الطعام.

ختامًا، لا تعتبر القهوة عدوًا للصحة إذا استُهلكت باعتدال ضمن كوبين يوميًا، حيث يمنح ذلك النشاط والتركيز دون الوصول إلى الإفراط الذي يسبب التوتر والأرق والجفاف. يجب الانتباه إلى تأثيرها على النوم وكمية الاستهلاك حسب حالة كل شخص. بالالتزام بالاعتدال، يمكن للقهوة دعم اليقظة وتحسين الأداء دون الدخول في مخاطر صحية.

شاركها.
اترك تعليقاً