أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2025 تقييمًا شاملاً ومحدّثًا لوباء السل والتقدم المحرز في الوقاية من المرض وتشخيصه وعلاجه، على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية وفي سياق الالتزامات والاستراتيجيات والأهداف العالمية لمكافحة السل. وتستند البيانات إلى جولات جمع من وزارات الصحة الوطنية في 184 دولة ومنطقة تغطي أكثر من 99% من سكان العالم. كما يؤكد التقرير أن السل يظل من بين الأمراض المعدية الأكثر قتلاً، حيث بلغ عدد وفيات السل في 2024 نحو 1.23 مليون شخص. كما أشار إلى أن العدد الإجمالي للمصابين بالسل بلغ 10.7 مليون شخص في 2024، ما يعادل 131 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وإلى جانب ذلك، يبين التقرير وجود نحو 390 ألف حالة سل مقاوم للأدوية في عام 2024، مما يعكس أزمة صحية عالمية مستمرة. وأوضح التقرير أن السل المقاوم يمثل تحدياً رئيسياً أمام أنظمة الصحة في جميع المناطق. كما أشار إلى أن العدد التقديري للمصابين بالسل انخفض في 2024 لأول مرة منذ جائحة كورونا، ومعه انخفض معدل الإصابة السنوي بنسبة 1.7% بين 2023 و2024، ليعيد المستوى إلى مستوى عام 2020 وهو أضعف مستوى تاريخي قبل الجائحة.
التوزيع الجغرافي والحالة مع فيروس نقص المناعة
وتؤكد المنظمة أن 5.8% من حالات السل الجديدة أو المتكررة كانت بين أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، مع وجود أعلى نسبة في منطقة أفريقيا التابعة لمنظمة الصحة العالمية. كما كشفت البيانات أن 2024 شهدت وقوع معظم حالات السل في جنوب شرق آسيا بنسبة 34%، ثم غرب المحيط الهادئ 27%، ثم أفريقيا 25%، بينما بلغت الحصص في شرق المتوسط 8.6%، والأمريكتين 3.3%، وأوروبا 1.9%.
التقدم والتمويل المستقبلي
وأشار التقرير إلى أن قطع المساعدات الدولية يعرض ملايين المصابين بالسل لحرمان من خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج. كما أورد أن انخفاض معدل الإصابة العالمي خلال الفترة 2015-2024 بلغ 12.3%، وهو دون الهدف الذي حددته استراتيجيات منظمة الصحة العالمية بخفض المعدل بنسبة 50% بحلول عام 2025. وأكد التقرير أن البيانات عن حالات السل لعام 2025 جاءت من 184 دولة ومنطقة قدمت معلوماتها، وتغطي البيانات أكثر من 99% من سكان العالم.


